القسم الأول: أعطى لكل واحد منهم ثمانين ديناراً.

والقسم الثاني: لكل واحد منهم خمسة وسبعين ديناراً.

والقسم الثالث: لكل واحد منهم خمسة وستين ديناراً.

وأعطى لكل واحد من أجناد الشام خمسة عشر إردباً من القمح والشعير والفول، وأعطى لأجناد الأمراء لكل واحد منهم خمسين ديناراً.

قال بيبرس في تاريخه: هذه النفقات حين أقبلت العساكر السلطانية واجتمعوا بالقاهرة فرقت عليهم، فأزالوا شعثهم، وجددوا عُددهم، ورخصت قيمة الذهب حتى بلغ الدينار إلى سبعة عشر درهماً، وقلت الدراهم حتى طاف الجند بالدنانير فلم يجدوا من يشتريها، وارتفعت أسعار العدد وآلات السلاح، وأثمان الخيل والبغال والجمال، ولم تمض على العساكر إلا أيام يسيرة حتى عادوا إلى أحسن صورة.

وقال صاحب نظم الجمان: ثم أنفق السلطان نفقة ثانية لكل جندي اثني عشر ديناراً، وهذه النفقة حين خروج السلطان والعساكر إلى الشام بعد مجيئه إلى القاهرة بعد الانهزام على ما نذكره عن قريب إن شاء الله.

قال صاحب النزهة: وكان قد قدم إلى القاهرة خلق كثير من سائر البلاد - عقيب انهزام السلطان - من الحلبيين والحمويين والدماشقة والحمصيين ومن أهل السواحل من الأجناس المختلفة حتى ضاقت بهم القاهرة ومصر، وسكنوا القرافة وجامع ابن طولون والحسينية، وكان من ألطاف الله تعالى على خلقه أنه رخّص أسعار سائر الحبوب والمأكول فكان الأردب من القمح قبل أن يسافر السلطان بستة عشر درهماً إلى ثمانية عشر، والأردب من الشعير بعشرة، والأردب من الفول بثمانية، ثم لما دخلت العساكر وفتح الأمراء والأجناد الشون باعوا الأردب من القمح بخمسة عشر وأربعة عشر وثلاثة عشر وباعوا الأردب من الشعير بعشرة وتسعة وثمانية، وباعوا الأردب من الفول بسبعة وثمانية، ولم تتحسن إلا أسعار آلات الحرب من أصناف السلاح وأسعار الدواب.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015