مات في ليلة السادس عشر من هذه السنة فجاءة، ودفن بعد ثلاثة أيام بجبل الجوش، ومولده في سنة تسع وسبعين وخمسمائة بحلب.
الشيخ الأصيل أبو المكارم محمد بن أبي بكر محمد بن عبد الله بن علوان ابن عبد الله بن علوان بن عبد الله الأسدى الحلبىّ المنعوت بالنجم.
مات في صبيحة الخامس والعشرين من شوال من هذه السنة بحلب، ودفن بالمقام، ومولده في الخامس والعشرين من ذي القعدة سنة ثمان وثمانين وخمسائة بحلب، سمع من أبي حفص عمر بن طبرزد، وحدث بحلب، وله شعر حسن.
الشيخ الصالح الفاضل أبو العباس بن تامتيت المغربى.
توفى بالقرافة بمصر، وقد جاوز مائة سنة.
وسُئل يوماً عن الحكم في تارك الصلاة فقال: أنشدنى بن الرمامة واسمه محمد ابن جعفر العبسى الحافظ قال: أنشدنى أبو الفضل طاهر النحوىّ لنفسه هذه الأبيات:
في حكم مَنْ ترك الصلاة وحكمهُ ... إن لِم يُقِرّ بها كَحكم الكافِرِ
فإذا أقرَّ بها وجانب فِعْلَها ... فالحُكُم فيه للحسّام الباتِر
وبه يقول الشافِعىُّ ومالكٌ ... والحنبلىُّ تمسُّكاً بالظَّاهِر
وأبو حنيفة لا يُقول بقتله ... ويُقول بالضرب الشديد الزاجِر
هذا أقاويُل الأئمة كلِّهم ... وأجَلُّها ما قلتُه في الآخِر
المسلمون دماؤُهم معصومة ... حتى تُراق بمستنير باهِر
مثل الزنا ولاقتل في شرطيهما ... وانظر إلى ذاك الحديث السَّائر
ومعنى قوله: تمسكاً بالظاهر، معنى قوله عليه السلام:) بين العبد والكفر ترك الصلاة (. ومعنى قوله: في الآخر، قوله عليه السلام:) لا يحل دم امرىءٍ مسلم إلا بإحدى ثلاث (الحديث.
الشيخ الأصيل أبو بكر بن أبي الفوراس مُرْهَف بن الأمير مُؤيَّد الدولة أبي المظفر أسامة بن أبي أسامة مرشد بن علي بن مقلد بن نصر بن مُنقذ الكنانى الحلبى الشيزرى الأصل، المصرى الدار، المنعوت بالحسام.
توفى بالقاهرة في الثامن والعشرين من شعبان، وقيل: في السابع والعشرين من رمضان من هذه السنة، ومولده في سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة، وهو من بيت الإمارة والفضيلة والتقدُّم، وقد حدَّث منهم جماعة وحدث هو أيضاً.
أبو عبد الله محمد بن محمد بن محمد بن عثمان البلخى، ثم البغدادىّ، ثم الحلبىّ المنعوت بالنظام.
أحد السادات الحنفية، درس بحلب، وسمع من المؤيد الطوسى.
قال الذهبى: وحدث عنه بصحيح مسلم، وسمع ببخارى وسمرقند، وتفقه بخراسان على المحبوبى، وحدث بحلب وأفتى، وكتب عنه الحافظ الدمياطى وذكره في معجم شيوخه، وقال: توفى بحلب ليلة الأربعاء التاسع والعشرين من جمادى الآخرة سنة ثلاث وخمسين وستمائة، ودفن بالحبيل خارج باب الأربعين، ومولده ببغداد سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة.
صابح فاس من بلاد المغرب أبوبكر بن عبد الحق المرينى.
مات في فاس في هذه السنة حتف أنفه، وقام بعده ولده عمر بن أبي بكر ابن عبد الحق، وكان ولى عهد أبيه، وهو الثانى من ملوك بنى مرين، فأقام نصف سنة أو دون ذلك، فثارعليه عمه يعقوب بن عبد الحق، وجرت بينهما حروب كثيرة، ثم اصطلحا على أن يخلع عمر نفسه، فخلع نفسه وأعطاه عمه مكناسة الزيتون وأعمالها، فاستقر بها مدة، ثم أرسل عمه بعد مديدة إلى اقوام من بنى عمه يقال لهم: أولاد عثمان بن عبد الحق، كانوا مطالبيه بدم لهم على أبيه، فاتبعوه فقتلوه.
وقام عمه يعقوب بن عبد الحق، وهو الثالث من سلاطين بنى مرين، وكان رجلاً صالحاً، حسن السيرة، محباً في الصالحين، واجتمع عليه أعيان بنى مرين، ولما جلس في السلطنة سار إلى جزيرة الأندلس لغزو الفرنج في ألف فارس، واجتمع إليه من المسلمين الذين بالأندلس ثلاثمائة فارس، فخرج قائد من زعماء الفرنج للقائه يقال له: دَوَالنتُو فى نحو عشرة آلاف فارس مدرعين، وخلق كثير من الرجالة، فالتقاهم أبو يوسف المذكور فهزمهم وقتل عامتهم، ورجع إلى برّ العدوة، فكان منه ما سنذكره إن شاء الله.
فصل فيما وقع من الحوادث في
استهلت هذه السنة، والخيفة: هو المستعصم بالله.
وصاحب الديار المصرية: السلطان الملك المعز أيبك التركماني الصالحي.