وفيها: سلطن السلطان ولده الملك الأشرف خليل، وركب من قلعة الجبل، وشقّ القاهرة من باب النصر إلى باب زويلة بشعار السلطنة، وطلع القلعة، وزينت له القلعة.
وفيها: توجّه شمس الدين بن سلعوس من دمشق إلى مصر لخدمة السلطان الملك الأشرف بن السلطان الملك المنصور قلاون، ودخلها في أواخر المحرم من السنة الآتية.
وقال ابن كثير: جاء كتاب يستحث الوزير شمس الدين بن السلعوس في السير إلى الديار المصريّة وبين الأسطر بخط الملك الأشرف: يا شقير يا وجه الخيّر، احضر تسلم الوزارة، فساق إلى القاهرة، فوصلها يوم الثلاثاء عاشر المحرم من السنة الآتية، فتسلّم الوزارة.
وفيها: ".................. " وفيها: حج بالناس الأمير ركن الدين بيبرس الجالق الصالحيّ.
الإصبهاني شارح المحصول، محمد بن محمود بن عباد الكافي، العلامة شمس الدين الأصبهاني.
قدم دمشق بعد الخمسين وستمائة، وناظر الفقهاء، واشتهرت فضائله، وسمع الحديث، وشرح المحصول لفخر الدين الرازيّ، وصنف القواعد في أربعة فنون: أصول الدين والفقه والمنطق والخلاف، وله معرفة جيدة بالمنطق والخلاف والنحو والآداب، وقد رحل إلى مصر فدرس بمشهد الحسين رضي الله عنه، وبالشافعيّ رحمه الله، وغيرهما، ورحل إليه الطلبة، وكانت وفاته في العشرين من رجب بالقاهرة عن ثنين وسبعين سنة.
الشمس محمد بن العفيف سليمان بن عليّ بن عبد الله بن علي التلمساني الشاعر المطبق.
كانت وفاته في حياة أبيه، فتألّم له، ووجد عليه وجدا شديدا، ورثاه بأشعار كثيرة، توفي يوم الأربعاء الرابع من رجب، وصلى عليه بالجامع الأمويّ، ودفن بمقبرة الصوفية.
ومن رائق شعّره:
لحاظك أسياف ذكور فمالها ... كما نقلوا الأرامل تغزل
وما بال برهان العذار مسلّما ... ويلزمه دور وفيه تسلسل
وله:
وإنّ ثناياه نجوم لبدره ... وهنّ لعقد الحسن فيه فرائد
وكم بتجافي خصره وهو ناحل ... وكم يتحال ثغره وهو بارد
وله يذمّ الحشيشة:
ما للحشيشة فضل عند آكلها ... لكنّه غير مصروف إلى رشده
صفراء في وجهه خضراء في فمه ... حمراء في عينه سوداء في جسده
وله:
بدا وجهه من فوق ذابل قدّه ... وقد لاح من سود الذوائب في جنح
فقلت عجيب كيف لم يذهب الدجى ... وقد طلعت شمس النهار على رمح
وله من جملة أبيات:
من أنت عندي والقضيب ... اللّدن في حدّ سوا
هذا حرّكه الهوى ... وأنت حركت الهوى
الشيخ فخر الدين أبو محمد عبد الرحمن بن يوسف بن محمد البعلبكي الحنبلي.
شيخ دار الحديث النورية، ومشهد بن عروة، وشيخ الصدريّة، وكان يفتى ويفيد الناس مع ديانة وصلاح وعبادة، ولد سنة إحدى عشرة وستمائة، وتوفي في رجب من هذه السنة.
العلم الصاحب أحمد بن يوسف بن عبد الله بن شكر.
كان من بيت علم ورئاسة، وقد درس هو في بعض المدارس، وكانت له وجاهة ورئاسة، ثم ترك ذلك كله وأقبل على صحبة الحرافشة والتشبّه بهم في اللباس والطريقة، واستعمل ماكان عندهم من الفهم في والخلاعة والمجون، وقد كان له أولاد فضلاء ينهونه عما هو فيه فلا يلتفت إليهم، ولم يزل كذلك حتى توفي ليلة الجمعة الحادى والعشرين من ربيع الآخر.
وقال بمدح الحشيشة:
في خمار الحشيش معنى مرامي ... يا أهيل العقول والأفهام
حرموها من غير عقلٍ ونقل ... وحرام تحريم غير الحرام
وله:
يا نفس ميلى إلى التصبىّ ... فما للهو منه الفتى يعيش
ولا تملى من سكر يوم ... إن أعوز الخمر والحشيش
وله:
جمعة بين الحشيش والخمر ... فرحت لا أهتدي من السكر
يا من يرمنى لباب مدرستى ... بربح والله غاية الأجر
الشيخ الحافظ ضياء الدين محمد بن الزرزارىّ، توفي في ثامن جمادى الأولى من هذه السنة.
الملك المنصور شهاب الدين محمود بن الملك الصالح إسماعيل بن الملك العادل.