الملك السعيد فتح الدين عبد الملك الصالح أبي الحسن إسماعيل ابن الملك العادل، وهو والد الملك الكامل ناصر الدين محمد.

توفي ليلة الاثنين ثالث رمضان، ودفن الغد بتربة أم الصالح، وكان من خيار الأمراء، محترما، كبيرا، رئيساً، روى موطأ يحيى بن بكير عن مكرم ابن أبي الصقر، وسمع ابن الليثى وغيره.

الشيخ طالب الرفاعىّ، وتوفي في هذه السنة بقصر حجاج، وله زاوية مشهورة به.

الإمام ناصر الدين أبو العباس أحمد بن محمد بن منصور بن أبي بكر بن قاسم ابن مختار الجذامى الجروى المالكى، المعروف بابن المنير، الحاكم بالإسكندرية.

توفي فيها في مستهل ربيع الأول، ومولده في ثالث ذي القعدة سنة عشرين وستمائة بالإسكندرية، وكان إماما عالما متبحرا في العلوم خصوصا في الأدب.

الشيخ شرف الدين بن الميدومىّ المحدث بالمدرسة الكاملية.

توفي في هذه السنة بالقاهرة.

الأمير شرف الدين عيسى بن مهنى أمير آل فضل وأكبر أمراء عربان الشام.

توفي في هذه السنة، وكان دينا صالحا، وله اليد الطولى في وقعة حمص، وتولى مكانه ولده الأكبر حسام الدين مهنى.

؟؟

فصل فيما وقع من الحوادث في

السنة الرابعة والثمانين بعد الستمائة

استهلت هذه السنة، والخليفة هو: الحاكم بأمر الله العباسىّ.

وحكام البلاد على حالهم غير صاحب الغرب، فإنه مات في هذه السنة على ما نذكره من قريب إن شاء الله تعالى.

ذكر سفر السلطان الملك المنصور إلى الشام

وكان خروجه من القاهرة في أول المحرم من هذه السنة، ووصوله إلى دمشق في أواخر المحرم، ومعه الجيش المنصور، وجاء إلى خدمته الملك المظفر صاحب حماة، وعمه الملك الأفضل، فأكرمهما السلطان إكراما كثيرا، وأرسل إلى الملك المظفر في اليوم الثالث من وصوله التقليد بسلطنة حماة، والمعرة، وبارين، والتشريف، وشعار السلطنة، وهو: سنجق، وفرس بسرج ذهب، ورقية، وكنبوش، وأرسل الغاشية السلطانية، فركب الملك المظفر بشعار السلطنة، وحضرت أمراء السلطان وتقدموا عساكره، فساروا معه من الموضع الذي كان فيه وهو داره المعروفة بالحافظية داخل باب الفراديس بدمشق إلى قلعة دمشق، ومشت الأمراء في خدمته، ودخل الملك المظفر عند السلطان، فأكرمه، وأجلسه إلى جانبه على الطراحة، وطيب خاطره، وقال له: أنت من بيت مبارك، ما حضرتم في مكان إلا وكان النصر معكم، ثم عاد الملك المظفر وعمه الأفضل إلى حماة، وعملا أشغالهما، وكذلك باقي العسكر الحموىّ، وتأهبوا للسير إلى خدمة السلطان الملك المنصور ثانيا.

ذكر فتح المرقب

خرج السلطان الملك المنصور من دمشق بالعساكر المصرية والشامية، وأتى إلى مرقب، ونازلها في أوائل ربيع الأول من هذه السنة، وهو حصن الأسبتار في غاية العلّو والحصانة، ولم يطمع أحد من الملوك الماضين في فتحه، ولما زحف العسكر عليه وأخذ الحجارون في النقوب، ونصبت عليه عدة مجانيق كبارا وصغارا، وطلب أهلها الأمان، فأجابهم السلطان إلى ذلك رغبة في بقاء عمارته، فإنه لو هدمه وأخذه بالسيف حصل التعب في إعادة عمارته، فأعطى أهله الأمان على أن ينتقلوا ويأخذوا معهم ما يقدرون عليه غير السلاح.

قال ابن كثير: فصعدت السناجق السلطانية والألوية المنشورة على حصن المرقب، وتسلمه في الساعة الثامنة من يوم الجمعة تاسع عشر ربيع الأول، وكان يوما مشهودا.

وقال الملك المؤيد في تاريخه: إني حضرت حصار الحصن المذكور وعمرى إذ ذاك نحو اثنتى عشرة سنةً، وهو أول قتال رأيته، وكتب مع والدى.

قلت: والده هو الملك الأفضل على بن الملك المظفر محمود.

وقال بيبرس في تاريخه: وجهزالسلطان أهله إلى طرابلس، وظن أن الأمير شمس الدين سنقر الأشقر إذا سمع بقربة يبادر إليه ويسعى لخدمته، كما يجب عليه، فتأخر عن الحضور، فتغير له باطن الملك المنصور، ثم أنه أرسل واحدا من أولاده يسمى سيف الدين صمغار إلى المخيم متلافيا لما قدّم، فحنق السلطان عليه، ومنعه العود إلى والده، وأمر بتوجهه إلى الديار المصرية.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015