قتل في هذا السنة، وكان سبب قتله أن أرغون توهم فيه أنه أعان أحمد سلطان على قتل عمه قنغرطاى بن هلاون، فإن أحمد سلطان كان قد أستدعاه إلى الأردو، عندما جلس في السلطنة، وكان قنغرطاى مقيما ببلاد الروم من إيام أبغا، هو السلطان غياث الدين الأمير عز الدين محمد بكلبركى بن سلمان أخى البرواناه بين يديه، والصاحب فخر الدين خواجا علي، وكان النواب عن أحمد سلطان صمغار وطغريل وبلرغى في الروم بثلاثة تمانات، فلما تقاعد قنغرطاي عن المسير إلى أردو أحمد سلطان، أرسل يحثه ويستدعيه بسرعة، فلم يمكنه التأخير، فتوجه هو والسلطان غياث الدين، وكان قد تزوج بأخته بنت السلطان ركن الدين، فلما وصل أردو قتله أحمد السلطان لوقته، وعزل غياث الدين عن السلطنة، ورسم له في الإقامة في أرزنكان، فعاد إليها معزولا، وأقام بها مهزولا، وفوض السلكنة ببلاد الروم إلى السلطان مسعود بن السلطان عز الدين كيكاوس، فاستقرّ بها، وليس له منها إلا الاسم، والحكم كله فيها للتتار وشحانيهم، فلما جلس أرغون في السلطنة دسّ إليه وهو في أرزنكان من خنقه بوتر، فمات في هذه السنة.

الآشكري صاحب القسطنطينية، واسمه ميخائيل.

هلك في هذه السنة، وملك بعده ولده اندورنيكوس، وتتوّج، ولقّب الدوقس الانجالوس الثاولوغس، وكانت رسل السلطان قد توجهوا إلى والده ميخائل بنسخة الأيمان، فخلف بها ولده المذكور، فجهز السلطان إليه الأمير ناصر الدين محمد بن المجى الجزرىّ رسولا بهدية جليلة، وجهز السيفى بلبان الحلبى الكبير، ومظفر الدين موسى بن نمرش رسلا إلى تدان منكو ونوغاى وقيدو، ومعهما الأمير قطفان وشمس الدين بن أبي الشوارب.

وميخائل هذا المتوفي لم يكن له أولا مملكة بالقسطنطينية ولا ولأبيه، بل كان الملك بها لغيره، وكان هو من كبار البطارقة، وله قلعة من القلاع، وهو مقيم بها، فاتفق مجئ الفرنج لحصار القسطنطينية، فاستولوا عليها، واجتمع ميخائل المذكور مع جماعة من عسكر القسطنطينية وقال لهم: إن أنا تحيّلت وأزحت الفرنج منها أكون ملكا عليكم، فأجابوه إلى شرطه، فقصدها في جماعة ممن اجتمع إليه من البطارقة وحصرها، وقاتل الفرنج الذين بها أياما، ثم استجلى مكانا من السور، فطلع منه هو وأصحابه، والفرنج لا يشعرون، فإن المدينة وسيعة جداً، فما أقلقهم إلا وثوبه بهم، وبذل السيف فيهم، فقتل منهم جماعة، وهرب من نجا منهم إلى المراكب، واستقر بالمدينة، وجلس على كرس المملكة الأشكريّة، وأخذ الذي كان متملكا قبله، وكان شاباً فسمله وعزله.

والده الملك السعيد بن الملك الظاهر بيبرس، ماتت في هذه السنة، وهي بنت حسام الدين بركة خان مقدم الخوارزمية، الذين ذكرنا وصولهم إلى الديار المصرية وأخبارهم في الأيام الصالحية النجمية الأيوبية، والله أعلم.

فصل فيما وقع من الحوادث في

السنة الثالثة والثمانين بعد الستمائة

استهلت هذه السنة، الخليفة هو: الحاكم بأمر الله العباسىّ.

وسلطان البلاد المصرية والشامية: الملك المنصور قلاون الألفى.

ونائبه في الشام: حسام الدين لاجين المنصورى، وفي حلب: الأمير شمس الدين قراسنقر مملوكه.

وصاحب حماة: الملك المظفر بن الملك المنصور.

وصاحب بلاد الروم: السلطان مسعود بن السلطان عز الدين كيكاوس، ولكنه مقهور تحت أيدى التتار، وليس له إلا اسم السلطنة فقط.

والحاكم بالبلاد الشرقية بكمالها أرغون بن أبغا بن هلاون.

وصاحب البلاد الشمالية التى كرسيّها صراى: تدان منكو بن طغان بن باطوخان ابن دوشى خان بن جنكزخان.

ذكر ما جريات السلطان الملك المنصور

رحمه لله:

منها: أنه توجه من الديار المصرية إلى الديار الشامية، ووصل دمشق يوم السبت ثاني عشر جمادى الآخرة، ثم خرج إلى الديار المصرية بعد ثلاثة أيام.

ومنها: أنه عزل علم الدين سنجر الدوادارىّ عن شدّ الدواوين، وولىّ عوضه الأمير شمس الدين سنقر الأعسر.

ومنها: أنه عزل الصاحب برهان الدين السنجارى عن الوزارة، وولى عوضه فخر الدين لقمان.

ومنها: أنه أنعم على مملوكه بيبرس الدوادا صاحب التاريخ بإمره طبلخاناة بخمسين فارساً، وأعطاه إقطاع الأمير عز الدين أيبك الأفرم الصالحىّ أمير جاندار، ونقل إلى مائة فارس، وكتب له منشورا بالخبر المذكور تاريخه الخامس من شوال، ونسخة المنشور.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015