وزر للملك الظاهر، ثم لولده الملك السعيد إلى أن توفي في سلخ ذي القعدة منها، وكان ذا رأى وحزم وتدبير، وكان قد تمكن في الدولة الظاهرية، ولا تمضي الأمور إلا عن رأيه وأمره، وله مكارم على الأمراء وغيرهم، وقد امتدحه الشعراء، وكان ابنه تاج الدين وزير الصحبة وقد صودر في الدولة السعيديّة.

وقال النويريّ: ولما توفي الصاحب بهاء الدين حنّا احتاطوا على ابنه تاج الدين وأخيه زين الدين وعلي ابن عمه عز الدين بن محي الدين، وأخذ خط كل واحد منهم بمائة ألف دينار بدمشق، وسيروا الجميع تحت الحوطة إلى مصر، وتولى الوزارة بعد موت بهاء الدين المذكور الصاحب برهان الدين السنجارى.

وقال النجم بن النجيب يهجو الصاحب بهاء الدين بن الحنا المذكور:

خربت ديارك يابن حنا وانقضى ... زمن به أسرفت في الطغيان

ونقلت من دار النعيم إلى الظى ... بفضاضة ملأت فضا النيران

وتركت رهطك في العذاب فلم يفد ... ما نلت من عزّبد الخسران

كم ذا تزخرف باطلا لبطالة ... قام الدليل عليه بالبرهان

ابن الظهير اللغويّ الحنفيّ محمد بن أحمد بن عمر بن أحمد بن أبي شاكر مجد الدين أبو عبد الله الأربلى الحنفي المعروف بابن الظهير.

ولد بأربل سنة إثنين وستمائة، ثم أقام بدمشق، ودّرس بالقيمازية وأقام بها حتى توفي فيها ليلة الثاني عشر من ربيع الأول منها، ودفن بمقادير الصوفية، وكان بارعا في النحو واللغة، وكانت له اليد الطولى في النظم، وله ديوان مشهور وشعر رائقٌ حسنٌ قويٌ، سمع الكثير من أصحاب أبي الوقت وغيره قدم القاهرة فسمع بها وحدث، وسمع ببغداد ودمشق، وروى عنه الحافظ الدمياطي، ونفقه في مذهب أبي حنيفة على عبد الرحمن بن الفقيه محمد البغدادي. ومن شعره:

طرفي وقلبي ذا يسيل دماً وذا ... دون الورى أنت العليم بقرحه

وهما بحبك شاهدان وإنما ... تعديل كلٍ منهما في جرحه

نجم الدين أبو المعالى محمد بن سوار بن إسرائيل بن الخضر بن إسرائيل بن الحسن بن علي بن محمد بن الحسين الشيباني الدمشقي.

ولد في ضحى يوم الاثنين ثاني عشر ربيع الأول من سنة ثلاث ستمائة، وصحب الشيخ على بن أبي الحسن بن منصور البسرى الحريري في سنة ثماني عشرة، وكان قد لبس الخرقة قبله من الشيخ شهاب الدين السهروردى وزعم أنه أجلسه في ثلاث خلوات، وكان ابن إسرائيل يذكر أن أهله قدموا الشام مع خالد بن الوليد رضي الله عنه، فاستوطنوا دمشق، وكان أديبا فاضلا في صناعة الشعر، بارعا في النظم الفائق الرائق، ولكن في كلامه ما يشير به إلى نوع من الحلول والإلحاد على طريقة ابن الفارض وابن عربيّ، والله أعلم بحاله وحقيقة أمره، وكانت وفاته بدمشق ليلة الأحد الرابع عشر من ربيع الآخر من هذه السنة عن أربع وسبعين سنة، ودفن في تربة الشيخ رسلان داخل القبة، وكان الشيخ رسلان شيخ الشيوخ على المغربل الذي تخرج على يديه الشيخ على الحريري شيخ ابن إسرائيل.

ابن العود الرافضى أبو القاسم الحسين بن العود نجيب الدين الأسدي الحلىّ شيخ الشيعة، وإمامهم، وعالمهم في أنفسهم.

كانت له فضيلة، ومشاركة في علوم كثيرة، حسن المحاضرة والمعاشرة، لطيف النادرة، وكان كثير التعّبد في الليل والنهار، وله شعر جيّد، ولد سنة إحدى وثمانين وخمسمائة، وتوفي في شعبان من هذد السنة عن ست وتسعين سنة.

الأمير الكبير جمال الدين أفوش بن عبد الله النجيبي أبو سعيد الصالحيّ.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015