ونسخة الصداق: الحمد لله موفق الآمال لأسعد حركة، ومصدق الفال لمن جعل عنده أعظم بركة، ومحقق الإقبال لمن أصبح نسيبة سلطانه، وصهره ملكه، الذي جعل للأولياءمن لدنه سلطانا نصيرا، وميّز أقدارهم باصطفاء تأهليه حتى حازوا نعيما وملكاً كبيراً، وأفرد فحارهم بتقريبه حتى أقاد شمس آمالهم ضياء، وزاد قمرهم نورا، وشرّف به وصلتهم حتى أصبح فضل الله عليهم بها عظيما، وإنعامه كبيرا، مهي أسباب التوفيق العاجلة ولآجلة، وجاعل ربوع كل أملاك من الأملاك بالشموس والبدور والأهلّة، جاعل أطراف الفخار لذوي الإيثار حتى حصلت لهم النعمة الشاملة، وحلت عندهم البركة الكاملة، نحمده على أن أحسن عند الأولياء بالنعمة والاستيداع، وأجمل لتأملهم الاستطلاع، وكمل لا ختيارهم الأجناس من العز والأنواع، وأتى آمالهم ما لم تكن في حساب أحسابهم من الابتداء بالتحويل والابتداع، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة حسنة الأوضاع، ملية بتشريف الألسنة وتكريم الأسماع، ونصلى على سيدنا محمد الذي أعلى الله به الأقدار، شرف به الموالى والأصهار، وجعل كرمه دارا لهم في كل دار، فخره على من استطلعه من المهاجرين والانصار مشرق الانوار صلى الله عليه وعليهم صلاة زاهية الاثمار يانعة الثمار، وبعد: فلو كان اتصال كل بحسب المتصل به في تفضيله، لما استصلح البدر شيئا من المنازل لنزوله، ولا الغيث شيئا من الرياض لهطوله، ولا الذكر الحكيم لسانا من الألسنة لترتيله، ولا الجوهر الثمين شيئا من التيجان لحلوله، لكن الشرف بيت يحلّ به القمر، ونبت يزوره المطر، ولسان يتعود يتعوذ بالآيات والسور، ونضار يتجمل باللآلى والدّرر، والمترتب على هذه القاعدة إفاضة نور يستمده الوجود، وتقرير أمر يقارن سعد 604 الأخبية فيد سعد السعود، وإظهار خطبة بقول الثريا لا نتظام عقدها كيف، وإبراز وصلة تتجمل بترصيع جوهرها متن السيف، الذي يغبطه على أبداع هذه الجوهريّة كل سيف، ونسج صهارة تم بها إن شاء الله كل أمر سديد، ويتفق بها كل توفيق يخلق الأيام وهو جديد، يختار لها أبرك طالع وكيف لا تكون البركة في ذلك الطالع وهو السعيد، ذلك بأن المراحم الشريفة السلطانية أرادت أن تخص المجلس السّامى الأمير الكبيرى السيفي بالإحسان المبتكر، وتفرده بالمواهب التى يرهف بها الحد المنتضى ويعظم الجد المنتظر، وأن يرفع من قدره بالصهارة مثل ما رفعه صلى الله عليه وسلم من أبي بكر وعمر، فخطب إليه أسعد البريّة، وأمنع من يحميها السيوف المشرفية، وأعز من يسبل عليها ستور الصون الخفية، وتضرب دونها خدور الجلال الرضية، ويتجمل بنعوتها العقود، وكيف لا وهى الدرة الألفيّة، فقال والده وهو الأمير المذكور: هكذا ترفع الأقدار والأوزان، وهكذا يكون قران السعد وسعد القران، وما أسعد أرضا أصبحت هذه المكارم له جملية، وأشرف سيفا غدت منطقة بروج سمائها له حميلة، وما أعظمها معجزة أنت الأولياء من لدنها سلطانا، وزادتهم مع إيمانهم إيمانا، وما أفخرها صهارة يقول التوفيق لابن أمها ليت، وأشرفها عبودية كرمت سلمانها بأن جعلته من أهل البيت، وإذ قد حصلت الإستخارة في رفع قدر المملوك، وتخصصه بهذه المزية التى تقاصرت عنها آمال أكابر الملوك، فالأمر لمليك البسيطة في رفع درجات عبيده كيف يشاء، والتصدق بما يتفوه به هذه الأشياء، وهذا مفتح الكتاب: بسم الله الرحمن الرحيم، هذا كتاب مبارك تحاسدت رماح الخط وأقلام الخط على تحريره، وتنافست مطالع النوار ومشارق الأنوار على نظم سطوره، فأضاء نوره بالجلالة وأشرق، وهطل نوره 605بالإحسان وأغدق، وتناسبت فيه أجناس تجنيس لفظ الفضل، فقال: الاعتراف هذا ما يصدق، قال: العرف هذا ما أصدق مولانا السلطان الملك السعيد ناصر الدين بركة خان بن مولانا السلطان الملك الظاهر ركن الدنيا والدين أبي الفتح بيبرس الصالحى قسيم أمير المؤمنين الستر الرفيع الخاتوني غازية خاتون ابنه المجلس السامى السيفي قلاون الألفى الصالحى، أصدقها ما ملأ خزائن الأحساب فخارا، وشجرة الأسباب ثمارا، ومشكاة الجلالة أنوارا، وأضاف إلى ذلك ما لولا أدب الشرع لكان أقاليم ومدائن وأمصارا، فبذل لها من العين المصري مما هو باسم والده قد تشرّف، وبنعوته قد تعرّف، وبين يدي هباته وصدقاته قد تصرّف وهو مبلغ خمسة آلاف دينار المعجل منها ألفا دينار.