مات في الثالث عشر من جمادى الأولى بحلب، ودفن بتربة جده، مولده بحلب في الخامس من شعبان سنة اثنتي عشرة وستمائة، سمع، وحدث، ودرّس بالمدرسة المسرورية بالقاهرة، ثم تولى القضاء بحلب إلى حين وفاته، وبيته معروف بالعلم والدين والتقدم.

الشيخ الصالح محي الدين أحمد بن الصاحب بهاء الدين أبي الحسن على بن القاضى السديد أبي عبد الله محمد بن سليم المصري الشافعي.

مات في ليلة الثامن من شعبان بمصر، ودفن من الغد بسفح المقطم، سمع من جماعة، وحدث، وكان منقطعا عن المناصب الدنياوية، محبا للتخلى والإنفراد 591 كثير الصدقة والمعروف، وبنى رباطا حسنا بمصر، ودرس بمدرسة والده مدة إلى حين وفاته.

الشيخ ضياء الدين أبو العباس أحمد بن الشيخ ابي عبد الله بن عمر بن يوسف بن عبد المنعم الأنصاري المعروف بابن القرطبي.

مات في النصف من شوال بقنا من صعيد مصر، ومولده في سنة إثنين وستمائة، سمع وحدّث، وله النظم الحسن، والشر الجيّد.

الشيخ الصالح المكّرم بن المظفر بن أبي محمد العين زربي.

مات في ليلة الثامن عشر من شوال بالقرافة الصغيرة ودفن بها، ومولده في سنة ثلاث وثمانية وخمسمائة بمصر، سمع، وحدّث، وكان شيخا صالحا.

ومكّرم بضم الميم وتشديد الراء المفتوحة وآخره ميم.

الأمير حسام الين لاجين بن عبد الله الأيدمري الدوادار المعروف بالدرفيل.

مات في الرابع عشر من شهر رمضان ببستان الخشاب ظاهر القاهرة، ودفن من يومه بسفح المقطم، سمع، وكان محبا لأهل العلم، مؤثرا للاجتماع بهم، ذكيا، حسن السمت، رحمه الله.

الأمير يغمراس صاحب تلمسان.

توفي في هذه السنة، وأخذ يعقوب بن عبد الحق المريني مكانه.

الأمير مبارز الدين أقوش المنصورى.

مملوك الملك النصور صاحب حماة ونائب سلطته، وكان أميرا جليلا، شجاعا، عاقلاً، قفجاقي الجنس.

الأمير فارس الدين أفطاي الأنابك الستعرب الصالحي النجمي.

من كبار الأمراء، وهو أول من دعا بعد قتل السلطان الملك المظفر قطز إلى سلطنة الملك الظاهر بيبرس، فأجابه الأمراء إلى ذلك، وكان الظاهر يعرف له ذلك، واستمر عنده عالى المنزلة، نافذ الكلمة إلى أن مات في جمادى الأولى من هذه السنة.

وقال بيبرس: في السنة الآتية.

الشيخ جلال الدين محمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن قاسم بن المسيب بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق، رضي الله عنه، ابن أبي قحافة القرشي، المعروف بمولانا جلال الدين القونوي.

كان رجلاً عالماً بمذهب أبي حنيفة رضي الله عنه واسع الفقه، عالماً بالخلاف وبأنواع العلوم، قصده الشيخ قطب الدين الشيرازي شارح المفتاح وغيره، وجرى بينهما محاورات ثم إن جلال الدين المذكور ترك الاشتغال وانقطع، وترك أولاده ومدرسته وساح في البلاد، واشتغل بالأشعار، غالبها بالفارسية، وألف كتاباً وسماه المثنوى، وفيه كثير مما يرده الشرع والسنة الطاهرة، وضلت بسببه طائفة كثيرة، ولا سيما أهل الروم، وقد ينقل عنهم من الإطراء في حق جلال الدين المذكور ما يؤدي الى تفكيرهم وخروجهم عن الدين المحمدي والشرع الأحمدي.

ويقال: إن سبب عدول الجلال المذكور عن التصدي بالإشتغال بالعلوم، وإن توجهه إلى الحال التى تنقل عنه، أنه كان جالساً يوماً في بيته وحوله الكتب والطلبة، فدخل عليه الشيخ شمس الدين التبريزي: فسلّم وجلس فقال: ما هذا؟ وأشار إلى الكتب والحالة التي هو عليها، فقال جلال الدين: هذه لا تعرفها، فما فرغ الجلال من هذه اللفظة إلا والنار قد عملت في البيت، فقال الجلال للتبريزي: ما هذا؟ فقال له التبريزي: هذا لا تعرفه، ثم قام وخرج من عنده: فقام الشيخ جلال الدين وخرج وراءه ولم يجده، ثم ترك كتبه واشتغاله وأولاده وخرج منقطعا، ولم يحصل له الاجتماع بالتبريزي المذكور بعد.

ويقال: إن حاشية جلال الدين قصدوه واغتالوه والله أعلم، مات الجلال في خامس جمادى الآخرة من هذه السنة، أغنى سنة اثنتين وسبعين وستمائة بمدينة قونية، ودفن بها، وبنيت عليه تربة عظيمة، ولقد زرته في سنة "..... " وثمانمائة.

فصل فيما وقع من الحوادث في

السنة الثالثة والسبعين بعد الستمائة

استهلت هذه السنة، والخليفة هو: الحاكم بأمر الله العباسي.

سلطان البلاد المصرية والشاميّة: الملك الظاهر، رحمة الله.

وبقية أصحاب البلاد على حالهم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015