الشيخ المحدث أبو الظفر يوسف بن الحسن بن بكار النابلسي الشافعي، المنعوت بالشرف.

كان مشهورا بالصلاح والإفادة، وتولى مشيخة دار الحديث النورية بدمشق إلى أن توفى فيها في هذه السنة.

الشيخ المسند أبو الفتح عبد الهادي بن عبد الكريم بن علي ابن عيسى بن تميم القيسي المصري المقرئ الشافعي الخطيب بمصر.

مات في الليلة الرابع والعشرين من شعبان بمصر، ودفن من الغد بسفح المقطم، ومولده سنة سبع وتسعين وخمسمائة بمصر، سمع كثيراً وحدث، وانفرد بالرواية من غير واحد من شيوخه، وخطب بجامع المقياس مدة، رحمه الله.

الشيخ الأصيل أبو عبد الله محمد بن الشيخ الخطيب أبي حفص عمر بن يوسف ابن يحيى بن عمر بن كامل بن يوسف بن يحيى بن قايس بن حابس بن مالك بن عمرو بن معدي كرب، الزبيدي، المقدسي الأصل، الدمشقي المولد والدار، الشافعي الخطيب، المنعوت بالمونق، المعروف بابن خطيب بيت الأبار.

مات في السابع عشر من صفر من هذه السنة ببيت الأبار ودفن بها: سمع الكندّي وجماعة آخرين، وحدّث، وهو من بيت الحديث.

الشيخ خضر الكردي شيخ الملك الظاهر.

ذكرنا عن قريب أنه اعتقله السلطان الملك الظاهر، ومات في السجن في هذه السنة، وقيل السلطان أمر بإعدامه، وقيل ابن الحنّا كما ذكرنا، وكان حظيّا عند السلطان جدّا حتى كان ينزل بنفسه إلى زاويته التي بناها له بالحسينيّة في كل أسبوع مرة أو مرتين، وبنى له عندها جامعا يخطب فيه للجمعة، وكان يعطيه كثيرا، ويطلق له، ووقف على زاويته شيئا كثيرا جدا، وكان معظما عند الخاصّ والعام، وكان فيه خير وصلاح، وقد كاشف السلطان بأشياء كثيرة، وقد دخل مرة كنيسة قمامة، فذيح قسّيسها بيده، وأنهب ما فيها لأصحابه، وحولها مدرسة أنفق عليها أموالا كثيرة من بيت المال، وسماها المدرسة الخضراء، وكذلك فعل بكنيسة اليهود بدمشق دخلها ونهب ما فيها، ومدّ بها سماطا، وعمل فيها سماعا، واتخذها مسجدا مدةً، ثم سعوا في عودها إليهم واستمرارها عليهم، ثم اتفق له ما ذكرنا حتى سجنه السلطان، ومات في هذه السنة.

الملك المغيث فتح الدين أبو الفتح عمر بن الملك الفائز أبي إسحاق إبراهيم بن الملك العادل أبي بكر بن أيوب الملقب بالمغيث.

مات في السابع والعشرين من ذي الحجة مسجونا بخزانة البنود بالقاهرة، وأخرج منها في يومه، ودفن بتربتهم المجاورة لضريح الإمام الشافعيّ، رحمه الله، ومولده في صفر سنة ست وستمائة بالقاهرة، حدث بالإجازة عن أبي الروح عبد العزيز بن محمد الهروي.

الأمير سيف الدين أحمد بن مظفر الدين عثمان بن منكبرس صاحب صهيون.

توفى في هذه السنة، وكان قد أوصى أولاده بأن يسلموا الحصن إلى السلطان الظاهر، ويلجأوا إليه، ففعلوا كذلك، وسلّموا الحصن إلى نوّابه، ووفدوا إلى أبوابه، وهما: سابق الدين، وفخر الدين، فأكرم مثواها، وأحسن إليهما، وأمّر الأمير سابق الدين بطبلخاناه، وأعطى أخاه إقطاعا في حلقة دمشق واستمراّ بها إلى أن ماتا، رحمهما الله تعالى.

الأمير بلبوش أمير عربان برقة، مات في هذه السنة، وقد ذكرنا أمره عن قريب.

فصل فيما وقع من الحوادث في

السنّة الثانية والسّبعين بعد الستّمائة

استهلت هذه السنة، والخليفة هو: الحاكم بأمر الله.

والسلطان الملك الظاهر في الديار المصرية، ولكنه خرج إلى ناحية الشام.

ذكر سفر السلطان إلى الشام

وفي ليلة السادس والعشرين من محرم هذه السنة، خرج السلطان من القاهرة، وتوجه إلى الشام، وصحبته جماعة من أمرائه بسبب تواتر الأخبار بحركة أبغا ملك التتار، ثم تواترت عليه الأخبار في أثناء الطريق بقّوة حركته، فكتب باستدعاء العساكر من الديار المصّرية صحبة الأمير بدر الدين الخزندار، ورسم بأن جميع من في مملكته ممن له فرس يركب للغزاة، وأن يخرج أهل كل قرية بالشام من بينهم خيّالة على قدر أهل القرية، ويقومون بكلفتهم، ووصل دمشق في شهر صفر، ثم عاد إلى يافا عند وصول العساكر من الديار المصريّة، فأنزلهم بها، ورتّب أحوالهم، وعاد إلى دمشق.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015