وفي يوم الثلاثاء ثالث رجب منها: خلع جميع الأمراء، ومقدمي الحلقة، وأرباب الدولة، وأعطى كل إنسان ما يليق به من الخيل والذهب والحوائص والثياب، فكان مبلغ ما صرف في ذلك نحوا من ثلاثمائة ألف دينار.
وفي شعبان: أرسل السلطان إلى منكوتمر بهدايا عظيمة وتحف كثيرة.
وفي يوم الإثنين ثاني عشر شوال: استدعي السلطان شيخه الشيخ خضر الكردي إلى بين يديه في القلعة وحوقق على أشياء كثيرة ورموه بمنكرات كثيرة، فأمر السلطان عند ذلك باعتفاله فكان آخر العهد به.
وفي تاريخ النويري: وكان هذا الشيخ قد بلغ عند الملك الظاهر أرفع منزلة، وانبسطت يده، ونفذ أمره بمصر والشام، وسببه أنه اجتمع بالملك الظاهر قبل أن يملك مصر وأخبره أنه يملك الديار المصريّة، وأخبره بأشياء اتفقت له، فلما ملك السلطان 580 حظى عنده، وانقبض منه الصاحب بهاء الدين بن حنّا والنائب والخزندار، فعملوا عليه وأحضروا عند السلطان من شهد عليه بالزناد واللواط وشرب الخمر، وكان السلطان قد قدمت له هدية من صاحب اليمن من جملتها كرنفيسٌ، فأعطاه السلطان للشيخ خضر، فدفعه لا مرأه وزني بها، وأحضروها، فأحضروا الكر بين يدي السلطان، وأقرت عليه بالزنا، فاعتقله مكرما حتى مات.
وقبل: إن الصاحب بهاء الدين اتفق مع الملك السعيد في غيبة السلطان إلى الشام وأرسل إلى الشيخ من خنقه.
منها: أن في المحرم وصل صاحب النوبة إلى عيذاب، فنهب التجار، وقتل خلقا كثيرا من أهلها، منهم: الوالى والقاضي، فسار الأمير علاء الدين أيدغدى الخزندار إلى بلادهم، فقتل خلقا، ونهب وحرق، ودوخ البلاد، وأخذ الثأر.
ومنها: أن ديوان السلطان تسلم ما كان تسلمه من حصون الدعوة، وهي: الكهف والمينقة والقدوس، وقد كان أهل هذه الحصون يسوفون ويدافعون، ثم أذعنوا وسلموها، فتسلمها النواب: الميقة في ثالث ذي القعدة، والقدموس في ثامثه، والكهف في الثاني والعشرين من ذي الحجة من هذه السنة، وتكملت قلاع الدعوة في المملكة السلطانية، واستؤصات شأفة الاسماعيلية.
منها: أنه تظاهر بلبوش أمير عربان برقة بالنفاق والعصيان، فسيّر إليه العربان فأخذوه أسيرا وجاءوا به إلى السلطان، فمّن عليه وأطلقه، ووجّهه إلى بلاده، فلم يلبث إلا قليلا حتى مات.
وفيها: ".............. " وفيها: حج بالناس "........... "
الشيخ ناج الدين أبو الفضل يحيى بن محمد بن أحمد بن حمزة بن علي بن هبة الله بن الحسن بن علي ّالثعلبي الدمشقي المحتسب، المعروف بابن الحبوبي النعوت بالتاج.
مات في الرابع والعشرين من شهر ربيع الآخر بدمشق، ومولده في سنة عشر وستمائة، وهو من بيت الحديث، وتولى الحسبة بدمشق مدة.
قال ابن كثير: وكان من أعيان أهل دمشق، ولى نظر الأيتام، ثم الحسبة، ثم وكالة بيت المال، وسمع الكثير، وخّرج له ابن بلبان مشيخته، قرأها عليه الشيخ شرف الدين الفزاري بجامع دمشق، فسمعها جماعة من الأعيان والفضلاء.
والثعلبيّ: بالثاء المثلثة، والعين المهملة، والحبوبي: بضم الحاء المهملة، والباء الموحدة، وبعد الواو باء أخرى.
الخطيب فخر الدين أبو محمد عبد القاهر بن عبد الغني بن محمد بن أبي القاسم ابن محمد بن تيميةّ الحرّاني، الخطيب بها كان.
وبيته معروف بالعلم والخطابة والرئاسة، مات في الحادي عشر من شوال منها بدمشق، ودفن من الغد بمقابر الصوفية، ومولده سنة إثنتى عشرة وستمائة.
العلاّمة تاج الدين عبد الرحيم بن محمد بن محمد بن يونس بن محمد بن مسعر ابن مالك بن محمد، ابو القاسم الموصلي.
من بيت الفقه والرئاسة، ولد سنة ثمان وتسعين وخمسمائة، وسمع، وحدث، وصنّف، واختصر الوجيز من كتابه التعجيز والمحصول، وله طريقة في الخلاف، أحدهما من طريق ركن الدين الطاووس، وكان جدّه عماد الدين ابن يونس شيخ المذهب في وقته، رحمه الله.
الشيخ أبو الفتح عبد الله بن أبي الفضل جعفر بن أبي محمد عبد الجليل بن عليّ بن محمد بن إبراهيم بن عبد العزيز اللخمى القمودي الأصل الإسكندراني المولد والدار، المالكي.
مات في عشية الثالث من المحرم من هذه السنة بالإسكندرية، ودفن بالديماس، سمع، وحدّث، ودرّس، وكان شيخا فاضلا. والقمودي نسبة إلى قموده من بلاده إفريقية مسافة يومين من القيروان.