الظاهر خاف على نفسه من هذه الجريرة، واتفق وصول بعض التجار، فأخبر السلطان بهذه الأخبار، فقبض عليه وضربه وعتقله.

ومنها: أن أبا نمى صاحب مكه وثب بعمه إدريس بن قتادة فقتله، واستبد بالإمرة على مكة، شرفها الله.

وفيها: "............. " وفيها: حج بالناس "............... "

ذكر من توفى فيها من الأعيان

الصاحب زين الدين يعقوب بن عبد الرفيع بن زيد بن مالك المصري، المعروف بابن الزبير.

كان فاضلا، رئيسا، وزر للملك المظفر قطز، ثم للملك الظاهر في أول دولته، ثم عزله وولىّ بهاء الدين بن الحنّا، فلزم منزله حتى أدركته المينّة في الرابع عشر من ربيع الآخر، وله نظم جيدّ.

الشيخ موفق الدين أحمد بن القاسم بن الخزرجي، المعروف بابن أبي أصيبعة.

له تاريخ الأطباء في عشر مجلدات لطاف، وهو وقف بمشهد أبي عروة، وكانت وفاته بصرخد، وقد جاوز السبعين.

الشيخ زين الدين أحمد بن عبد الدائم بن نعمة بن أحمد بن محمد ابن إبراهيم بن أحمد بن أبي بكر أبو العباس المقدسي النابلسي.

تفّرد بالرواية عن جماعة من المشايخ، وكان مولده في سنة خمس وسبعين وخمسمائة، وقد سمع الحديث، ورحل إلى بلدان شتى، وكان فاضلا، يكتب سريعا، وحكى الشيخ علم الدين أنه كتب مختصر الخرقي في ليلة واحدة، وخطه حسن، قوي، حلو، وكتب تاريخ ابن عساكر مرتين، واختصره لنفسه أيضا، وأضر في آخر عمره أربع سنين، وله شعر جيد، وكانت وفاته بسفح قاسيون، وبه دفن، في بكرة الثلاثاء عاشر رجب، وقد جاوز التسعين.

قاضي القضاة محي الدين أبو الفضل يحيى بن قاضي القضاة محي الدين أبي المعالي محمد بن علي بن محمد بن يحيى بن علي بن عبد العزيز علي بن الحسين بن محمد بن عبد الرحمن بن القاسم بن الوليد بن عبد الرحمن بن أبان بن عثمان بن عفان، رضي الله عنه، القرشي الأموي، ابن الزكي.

تولى قضاء دمشق غير مرة، وكذلك آباؤه، كل وليها، وقد سمع الحديث من حنبل، وابن طبرزد، والكندي، وابن الحرستاني، وجماعة، وحدث، ودرس في مدارس كثيرة، وقد ولى القضاء في الدولة الهلاونية فلم يحمد، على ما ذكره أبو شامة، وكانت وفاته بمصر في الرابع عشر من رجب، ودفن بجبل المقطم، وقد جاوز السبعين، وقد كان فاضلا، وله شعر جيد قوي.

ومن شعره:

قالوا أما في جلق برهة ... تسليك عن من أنت به مغراً

يا عاذلي دونك من لحظه ... سهما ومن عارضه سطرا

وحكى الشيخ قطب الدين في ذيله عن ولده القاضي شهاب الدين: أن والده كان يذهب إلى تفضيل علي رضي الله عنه على عثمان رضي الله عنه موافقة لشيخه محي الدين بن عربي.

الصاحب فخر الدين محمد بن الصاحب بهاء الدين علي بن محمد بن سليمان بن الحنا المصري.

كان وزير الصحبة، وقد كان فاضلا، بنى رباطا بالقرلفة الكبرى، ودرس بمدرسة والده بمصر، وبالشافعي بعد ابن بنت الأعز، وقد كانت وفاته في شعبان، ودفن بسفح المقطم، وفوض السلطان وزارة الصحبة إلى ولده تاج الدين.

الشيخ أبو النصر محمد بن 562 الحسن الحرار الصوفي البغدادي الشاعر.

له ديوان حسن، وكان جميل المعاشرة، حسن الذاكرة، دخل عليه بعض أصحابه فلم يقم له، وأنشده قوله:

نهض القلب حين أقبلت ... إجلالا لما فيه من صحيح الوداد

ونهوض القلب بالود أولى ... من نهوض الأجساد للأجساد

الشيخ الأصيل أبو عبد الله محمد بن أبي الفتح الحسن بن الحافظ مؤرخ الشام المعروف بابن عساكر.

وهو من بيت الحفظ والعلم والحديث، توفي فيها بدمشق.

الشيخ المحدث المسند أبو العباس أحمد بن عبد الدائم، توفي فيها بدمشق.

الشيخ القاضي تقي الدين أبو التقي صالح بن الحسين الهاشمي الجعفري. كان أحد الفضلاء العارفين بالأدب وغيره، وتولى الحكم بمدينة قوص ونظرها أيضا، وله خطب حسنة، ونظم جيد، وتصانيف عدةٌ، توفي في هذه السنة بالقاهرة.

الطواشي جمال الدين محسن الصالحي النجمي، شيخ الخدام بالمدينة النبوية بحرم رسول الله صلى الله عليه وسلم، توفي في هذه السنة.

إدريس بن قتادة، وثب عليه ابن أخيه أبو نمى صاحب مكة فقتله، واستبد بالأمرة على مكة، شرفها الله.

فصل فيما وقع من الحوادث في

السنة التاسعة والستين بعد الستمائة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015