ومنها: أن نور الدين زامل بن علي هرب بسبب فتنة كانت بينه وبين عيسى ابن مهنى، فلما جرى ذلك بينهما مسك السلطان زاملا واعتقله تأديبا له، ثم أطلقه وأصلح بينه وبين عيسى بن مهنى، وأحمد بن حجى، وتوجهوا إلى بلادهم، فلم يلبث زامل أن توجه إلى هلاون، فأعطاه إقطاعا بالعراق، وعاد إلى مشتاه بالحجاز فنهب من وجد، وحضر إلى اوائل الشام، وراسل السلطان في طلب العفو، فلم يجبه، وأرسل إليه من أمسكه وأحضره واعتقله.

ومنها: أنه ورد خبر من بلاد المغرب بأنهم انتصرواعلى الفرنج، وقتلوا منهم خمسة وأربعين ألف مقاتل، وأسروا عشرة آلاف، واسترجعوا ثنتين وثلاثين بلدة منها سرين وأشبيلية وقرطبة ومرسية، وكانت النصرة يوم الجمعة الرابع عشر من رمضان سنة ثنتين وستين وستمائة.

وقال أبو شامة: ورد إلى دمشق كتاب يتضمن أنه ورد إلى القاهرة في جمادي الآخرة من هذه السنة كتاب من المغرب يتضمن نصر المسلمين على النصارى في بر الأندلس، ومقدم المسلمين سلطانهم أبو عبد الله بن أحمر رحمه الله، وكان الفنس ملك النصارى قد طلب منه الساحل من طريف إلى الجزيرة ومالقه إلى المرية، فاجتمع المسلمون ولقوهم فكسروهم مراراً، وأخذ أخو الفنس أسيرا، ثم اجتمع العدو في جمع كثير ونزل على غرناطة فقتل المسلمون منهم مقتلة عظيمة، فجمع من رؤوسهم نحو خمسة وأربعين ألف رأس، فعملوها كوما، وطلع المسلمون عليها وأذنوا، وراح الفنس إلى أشبيلية منهزماً، وكان قد دفن أباه بجامع أشبيلية فأخرجه من قبره خوفا من استيلاء المسلمين عليها، وحمله إلى طليطلة.

ومنها: أنه وقع حريق عظيم بمصر أتهم به النصارى، فعاقبهم الملك الظاهر عقوبة عظيمة.

وفيها: وفيها: حج بالناس.

ذكر من توفى فيها من الأعيان

الشيخ زين الدين خالد بن يوسف بن سعد الحافظ النابلسي شيخ دار الحديث النورية بدمشق.

كان عالماً بصناعةالحديث، حافظاً لأسماء الرجال، اشتغل عليه في ذلك الشيخ محيي الدين النووى وغيره، وكان فيه خير وصلاح، توفي في هذه السنة، ودفن بمقابر الباب الصغير، وتولى بعده مشيخة النورية الشيخ تاج الدين الفزاري.

قاضي القضاة بدر الدين يوسف بن حسن بن علي الكردي السنجاري، باشر قضاء القضاة بالديار المصرية مراراً.

قال أبو شامة: كانت له سيرة معرفة من أخذ الرشا من قضاة الأطراف والشهود والمتحاكمين، إلا أنه كان كريماً جواداً، وحصل له ولأتباعه بآخره تشتت ومصادرات.

مات في الرابع عشر من رجب من هذه السنة، ودفن بترتبه بالقرافة، وكان تقدم عند الملوك، وتولى الوزارة أياماً قلائل، ودرس بالمدرسة الصالحية بالقاهرة بالطائفة الشافعية، وسمع وحدث.

الشيخ أبو القاسم الحواري يوسف بن أبي القاسم بن عبد السلام الأموي، الشيخ المشهور صاحب الزاوية بحواري، توفي ببلده.

وكان خيرا صالحاً، له أتباع وأصحاب يحبونه، وله مريدون في كثير من قرى حوران، وهم حنابلة لا يرون الضرب بالدف؛ بل بالكف، وهم أمثل من غيرهم.

الحافظ أبو بكر محمد بن أبي أحمد يوسف بن موسى المهلبى الأندلسى.

وكان فاضلاً حسن المعروفة برواية الحديث، توفي في هذه السنة بمكة.

القاضي أبو يعلى حمزة البهرانى الشافعي الحموي.

كان قاضياً بحماة توفي بها فيها.

الأمير جمال الدين أبو الفتح موسى بن يغمر بن جلدك بن بلهان بن عبد الله.

مات في مستهل شعبان بالقصير من أعمال الفاقوسية بين الغرابى والصالحية، وحمل إلى تربة والده بسفح المقطم، فدفن بها في رابع الشهر المذكور.

ومولده في جمادي الآخرة سنة تسع وستعين وخمسمائة بالغزية، قرية بالقرب من سمهود من أعمال قوص.

وكان أحد الأمراء المشهورين والرؤساء المذكورين، موصوفاً بالكرم والمعرفة، معروفا بالرأي والتقدمة.

هلاون: الكلام فيه على أنواع: الأول في نسبه ومبدأ امره: هو هلاون قان بن طلوخان بن جنكزخان ملك التتار، وهو بفتح الهاء واللام وضم الواو وفي آخره نون مثل قلاوُن، وقد يقال بضم الهاء، ويقال له أيضاً: هلاكو بالكاف بعد اللام بغير نون في آخره، ويقال له ايضاً: هلالو باللام موضع الكاف.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015