وتجاوز الحدود، وحب المال، والافتتان بالدنيا.
فالإسلام يدعو إلى إصلاح النفس، والتخلص من أمراضها، وهذا يحتاج إلى جهد يبذل، كما يحتاج إلى صبر على مشقّات الطريق.
أمّا اتباع الهوى، وما تميله النفس الأمارة بالسوء، فإنه سهل ميسور، فالأول مثله مثل من يصعد بصخرة إلى أعلى الجبل، ومثل الثاني كمن يهوي من أعلى الجبل إلى أسفله، ولذلك كانت الاستجابة للشيطان كثيرة، وَوَجد دعاة الحق صعوبة، وأي صعوبة في الدعوة إلى الله تعالى.
ونحن نسوق إليك بعض كلام السلف؛ لنوضح كيف يستغل الشيطان نقاط الضعف في الإنسان.
حكى المعتمر بن سليمان عن أبيه أنه قال: " ذكر لي أن الشيطان الوسواس ينبعث في قلب ابن آدم عند الحزن والفرح، فإذا ذكر الله خنس" (?) .
وقال وهب بن منبه: " قال راهب للشيطان وقد بدا له: أي أخلاق ابن آدم أعون لك عليهم؟ قال: الحدّة (صفة تعتري الإنسان كالغضب) ، إن العبد إذا كان حديداً، قلبناه كما يقلب الصبيان الكرة " (?) .
ويذكر ابن الجوزي أيضاً عن ابن عمر: " أن نوحاً سأل الشيطان عن الخصال التي يهلك بها الناس، فقال: الحسد والحرص ".
وليس بعيداً عنّا ما فعله الشيطان بيوسف وإخوته، وكيف أوغر صدور الإخوة على أخيهم، وقد قال يوسف: (وقد أحسن بي إذ أخرجني من السجن وجاء بكم من البدو من بعد أن نَّزغ الشَّيطان بيني وبين إخوتي) [يوسف: 100] .
17- النساء وحب الدنيا:
وقد أخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم أنه ما ترك بعده فتنة أشد على الرجال من النساء، ولذلك أمرت المرأة بستر جسدها كله إلا الوجه والكفين، وأمر