عن مقدار هذا البعث يقول له: تسعة وتسعون إلى النار وواحد إلى الجنة، وفي رواية: تسعمائة وتسعة وتسعون في النار، وواحد في الجنة (?) .
وبذلك يصدق ظنه في هذه الذرية التي لم تعتبر بما جرى لأبيها، ولا بما جرى لأسلافها، ويبقى هذا اللعين يقودها إلى هلاكها، بل أحياناً تسابقه إلى الجحيم.
وما أقبح أن يصدق ظن العدو في عدوه: (ولقد صدَّق عليهم إبليس ظنَّه فاتَّبعوه إلاَّ فريقاً من المؤمنين) [سبأ: 20] . قبيح الإنسان أن يتحقق فيه ظن الشيطان، فيطيع هذا العدو، ويعصي ربّه. ولقد بلغ الأمر حدّاً لا يوصف ولا يتصور، فهذه طائفة في العراق وفي جهات أخرى تطلق على نفسها: عباد الشيطان، وبعض الكتاب نراهم يحلفون (بحق الشيطان) ، فما أعجب أمرهم!
لا تفكر بكثرة الهالكين:
حريّ بالعاقل اللبيب أن لا يغتر بكثرة الهالكين، فالكثرة ليس لها اعتبار في ميزان الله، إنما الاعتبار بالحقّ ولو قَلّ عدد متبعيه.
فكن من أتباع الحق الذين رضوا بالله ربّاً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد رسولاً، الذين عرفوا الشيطان وأتباع الشيطان، فحاربوهم بالحجة والبرهان، والسيف والسنان، وقبل ذلك بالالتجاء إلى الرحمن، والتمسك بدينه.
(يا أيَّها الَّذين آمنوا ادخلوا في السلم كافَّةً ولا تتَّبعوا خطوات الشَّيطان إنَّه لكم عدوٌّ مبين - فإن زللتم من بعد ما جاءتكم البينات فاعلموا أنَّ الله عزيز حكيم) [البقرة: 208-209] .
نسأل الله أن يجعلنا بمنه وكرمه من الذين دخلوا في السلم دخولاً كلياً، وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.