الفصل السادس الحكمة من خلق الشيطان

الشيطان منبع الشرور والآثام، فهو القائد إلى الهلاك الدنيوي والأخروي، ورافع الراية في كل وقت ومكان، يدعو الناس إلى الكفران، ومعصية الرحمن، فهل في خلقه من حكمة؟ وما هذه الحكمة؟

أجاب عن هذا السؤال ابن القيم رحمه الله تعالى فقال (?) : " في خلق إبليس وجنوده من الحكم ما لا يحيط بتفصيله إلا الله ".

فمن ذلك:

1- ما يترتب على مجاهدة الشيطان وأعوانه من إكمال مراتب العبودية:

فمنها أن يكمل لأنبيائه وأوليائه مراتب العبودية بمجاهدة عدو الله وحزبه، ومخالفته ومراغمته في الله، وإغاظته وإغاظة أوليائه، والاستعاذة به منه، واللجوء إليه أن يعيذهم من شرّه وكيده، فيترتب على ذلك من المصالح الدنيوية والأخروية ما لم يحصل بدونه ... والموقوف على الشيء لا يحصل بدونه.

2- خوف العباد من الذنوب:

ومنها خوف الملائكة والمؤمنين من ذنبهم بعدما شاهدوا من حال إبليس ما شاهدوه، وسقوطه من المرتبة الملكية إلى المنزلة الإبليسية يكون أقوى وأتم، ولا ريب أن الملائكة لما شاهدوا ذلك، حصلت لهم عبودية أخرى للرب تعالى، وخضوع آخر، وخوف آخر، كما هو المشاهد من حال عبيد الملك إذا رأوه قد أهان أحدهم الإهانة التي بلغت منه كل مبلغ، وهم يشاهدونه، فلا ريب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015