إذا تعارض العقل مع النقل فلا يخلو الأمر من أحد ثلاثة أمور:
1- إما أن يكون النص غير صحيح.
2- أو يكون العقل غير سليم. بأن يكون مجنوناً، أو معتوهاً.
3- أو يكون الفهم غير سليم.
وذلك لأن الله تعالى قد أناط التكليف بالعقل؛ فالنقل الصحيح لا يتعارض مع العقل السليم.
وإنما نعني بدليل العقل: استدلالَ العقل المؤمن السليم.
هذا من الناحية النظرية التي ينبغي أن يتطلّبها الراغب في الحق والصواب. أمّا من الناحية التطبيقية، فَجُلُّ الناس يدّعي ذلك، أو يستطيعه، ولكنّ العبرة بالمصداقية، وبمراعاة المعايير المطلوبة لهذا العقل السليم، وهي سلامته من الانحراف عن الفطرة التي فطره الله عليها بأيّ مؤثّرٍ من المؤثرات الخارجية: مِنْ هوى، أو اعتقاد، أو وسَطٍ يعيش فيه الإنسان يَصْرفه عن الجادة.