"مقاتل بن محمد قال: خرجنا مع سفيان بن عيينة إلى منى في جماعة، فيهم أبو مسلم المستملي، فقال سفيان في بعض ما يتكلم به: العالِمُ بالله الخائف لله، وإن لم يُحْسِن: "فلان عن فلان"، ومَنْ لم يُحْسِن العِلْمَ والخوفَ من الله فهو جاهل وإن كان يُحْسِن: "فلان عن فلان"، المسلمون شهودُ أنفسهم، عَرَضوا أعمالهم على القرآن، فما وافق القرآن تمسكوا به وإلا استَعْتَبوا مِن قريب. قال أبو مسلم: ما أحسنَ هذا الكلام يا أبا محمد، قال: إنه والله أحسن من الدُّرّ، وهل الدُّرّ إلا صَدَفَةٌ؟ ".
"حبان بن موسى قال: سئل عبد الله بن المبارك: هل للعلماء علامة يعرفون بها؟ قال: علامة العالِمِ: مَن عَمِل بعلمه، واستقل كثيرَ العلم والعمل من نفسه، ورَغِب في علمِ غيره، وقَبِل الحق مِن كلِّ مَن أتاه به، وأَخَذَ العِلْم حيث وَجدَه، فهذه علامة العالِمِ وصِفَتُهُ. قال المروذي: فذكرت ذلك لأبي عبد الله. فقال: هكذا هو".
"حدثنا ابن مخلد، حدثنا المروذيّ، قال: قلتُ لأبي عبد الله: قيل لابن المبارك: كيف يُعْرَف العالِم الصادق؟ فقال: الذي يزهد في الدنيا ويَعْقل أمر آخرته فقال: نعم كذا يريد أن يكون".
"مَعْمر، قال: سمعت الزهري يقول: لا تثق للناس بعملِ عامل لا يَعْلم، ولا تَرْضَ لهم بعِلْم عالِمٍ لا يعمل".
"أحمد بن مسروق الطوسي، قال: سمعت إبراهيم بن الجنيد يقول: "عوتب بعض العقلاء على تركه المجالس، وقيل له: ما بالك لا تكتب الحديث؟ فقال: قد سمعت حديثين؛ فأنا محاسِبٌ نفسي بهما، فإذا أنا عَلِمت