"عن أبي قلابة قال: قال أبو الدرداء: إنك لا تَفْقه كل الفِقْه حتى ترى للقرآن وجوهاً، وإنك لا تَفْقه كل الفِقْه حتى تمقُتَ الناس في جَنْب الله عزّ وجلّ ثم تَرْجعُ إلى نفسك فتكون لها أشدَّ مقتاً منك للناس".
"إبراهيم بن نصر الصائغ قال: سمعت الفضيل بن عياض يقول: إنما الفقيه الذي أَنطقتْهُ الخشية، وأسكتتْهُ الخشية. إنْ قال: قال: بالكتاب والسنة، وإنْ سكتَ سكتَ بالكتاب والسنة، وإن اشتبه عليه شيء وقَفَ عنده وردَّه إلى عالِمِهِ".
"عن الحسن قال: إنا لنجالس الرجلَ فنرى أنّ به عِياً وما به عِيٌّ وإنه لفَقِيهٌ مُسْلم. قال وكيع: أسكتته الخشية".
"عن ليث قال: كنت أسأل الشعبي فيُعْرِض عنّي ويَجْبهني بالمسألة، قال فقلت: يا معشر العلماء؟ تَزْوون عنّا أحاديثكم وتَجْبهوننا بالمسألة؟ " فقال الشعبي: "يا معشر العلماء، يا معشر الفقهاء؟! لسنا بعلماء ولا فقهاء. ولكننا قومٌ قد سمعنا حديثاً فنحن نُحَدثكم بما سمعنا. إنما الفقيه: وَرِعٌ عن محارم الله، والعالِمُ مَن خاف الله عزّ وجلّ".
"عن مالك بن مِغْول قال: استفتى رجلٌ الشعبيَّ، فقال: أيها العالم أفتني. فقال: إنما العالِمُ مَن يخاف الله".
"عن عطاء وأبي الزناد عن جابر أنه تلا {وَما يَعْقِلُها إلاّ العَالِمُون} "1"، فقال: العالم الذي عَقَلَ عن الله أمْرَهُ؛ فَعَمِلَ بطاعةِ الله، واجتنب سخطَهُ".
"قال عبد الله بن مسعود: ليس العلم للمرء بكثرة الرواية ولكنّ العلم الخشية".