وقال إبن خزيمة: ما أعلم على أديم الارض أعلم من ابن جرير.
وقال غيره: مكث ابن جرير أربعين سنة يكتب كل يوم أربعين ورقة.
وقال أبو محمد الفرغاني: كان ابن جرير ممن لا تأخذه في الله لومة لائم، مع عظيم ما يلحقه من الأذى والشناعات، من جاهل، وحاسد، وملحد، فأما أهل العلم والدين فغير منكرين علمه، وزهده في الدنيا، ورفضه لها، وقناعته باليسير، وعرض عليه القضاء فأبى.
مولده بآمل سنة أربع وعشرين ومائتين ومات عشية يوم الأحد ليومين بقيا من شوال سنة عشر وثلاثمائة.
واجتمع في جنازته خلق لا يحصون، وصلي على قبره عدة شهور، ورثاه خلق.
فمن ذلك قول أبي سعيد بن الأعرابي:
حدث مفظع وخطب جليل ... دق عن مثله إصطبار الصبور
قام ناعي العلوم أجمع لما ... قام ناعي محمد بن جرير