بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وسلم
الحمد لله الذي أسبغ علينا جزيل النعم، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، بارئ النسم، وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله، سيد العرب والعجم، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه أولي الفضل والكرم.
وبعد فهذا المجموع فيه طبقات المفسرين، إذ لم أجد من اعتنى بإفرادهم كما اعتنى بإفراد المحدثين والفقهاء والنحاة وغيرهم.
واعلم أنهم أنواع، الأول: المفسرون من السلف والصحابة
والتابعين وأتباع التابعين.
الثاني: المفسرون من المحدثين، وهم الذين صنفوا التفاسير مسندةً مورداً فيها أقوال الصحابة والتابعين بالإسناد، وهذان النوعان تراجمهم مذكورة في طبقات الفقهاء.
الثالث: بقية المفسرين من علماء أهل السنة، الذين ضموا إلى التفسير التأويل والكلام على معاني القرآن، وأحكامه، وإعرابه وغير ذلك، وهو الذي الاعتناء به في هذا الزمان أكثر.
الرابع: من صنف تفسيراً من المبتدعة، كالمعتزلة والشيعة وأضرابهم.
والذي يستحق أن يسمى من هؤلاء، القسم الأول، ثم الثاني، على أن الأكثر في هذا القسم نقلة، وأما الثالث فمؤولة، ولهذا يسمون كتبهم غالباً بالتأويل.
ولم أستوف أهل القسم الرابع، وإنما ذكرت منهم المشاهير كالزمخشري، والرماني، والجبائيوأشباههم.
وبالله أستعين، إنه خير معين.