ولد في أواخر سنة ثلاث عشرة وست مائة بتونة بليدة في بحيرة تنيس من عمل دمياط، واشتغل بدمياط، وتفقه وقرأ الفرائض، ثم طلب الحديث بنفسه، فكان أول سماعه سنة ست وثلاثين وست مائة بالإسكندرية، سمع من نحو عشرين شيخًا من أصحاب السلف، ثم رحل إلى دمشق سنة خمس وأربعين، فسمع على أصحاب ابن عساكر، ثم رحل إلى العراق، فأدرك أصحاب شهدة وابن شاتيل، ثم رجع إلى الديار المصرية وقد حصل سماعًا كثيرًا فصنف وجمع، وألف المؤلفات الكبيرة الفائقة، ورحل الطلبة إليه من الأقطار، وتصدى لفن الحديث واللغة، وكان غاية فيهما، لا سيما في اللغة والأنساب، وولي المناصب الحديثية، قال
الحافظ البرزالي: وكان آخر من بقي من الحفاظ وأهل الحديث أصحاب الرواية العالية والدراية الوافرة، ومات رحمه الله فجأة لم يحصل له مرض، بل حضر الميعاد وأصابه عقب ذلك غشي، فحمل إلى منزله، فمات ساعته بالقاهرة يوم الأحد خامس عشر ذي القعدة سنة خمس وسبع مائة، ودفن في الغد بمقابر باب النصر، رحمه الله.