الدين بن عبد السلام، وقرأ علم الكلام وأصول الفقه على الشمس الخسروشاهي وغيره، وكان مع ذلك يتمسك بطريقة السلف الصالح ودرس وأفتى، وكانت له فنون يتقنها، وهو من أعيان فضلاء وقته وعلمائهم، وهو والد العلامة صدر الدين ابن الوكيل، توفي إلى رحمة الله تعالى ليلة السبت الثالث والعشرين من ربيع الأول سنة إحدى وتسعين وست مائة، وصلى عليه الشيخ عز الدين الفاروقي الذي ولي الخطابة بعده، ودفن بمقبرة الباب الصغير، رحمه الله تعالى.
مفيد الطلبة ببلاده بربر وغيرها، كان محفوظه الوجيز يكرر فيه إلى زمن الشيخوخة، وولي قضاء نيسابور من بلاد الروم، وقدم دمشق للحج، فنزل بتربة أم الصالح عند ابني أخيه القاضيين إمام الدين، وجلال الدين، فلم يمكنه الذهاب للضعف والمرض، واتصل به إلى أن مات في ربيع الآخرة سنة ست وتسعين وست مائة، وشيعه الخلق من الأكابر والرؤساء، رحمه الله تعالى.