وصحبه مدة وبرع في المذهب وساد وتقدم بعلمه وشرفه، ودرس بمدرسة ابن مدين النجار بمصر، وولي نقابة الأشراف وكان له يد طولى في الأصول، والنظر، وسمع الحديث من فاطمة بنت سعد الخير، وحدث عن الدمياطي وغيره، وتوفي في ثالث عشر شوال سنة خمسين وست مائة.
أحد أعيان أصحاب الشافعي في زمانه، أخو النجم علي والرضي عبد الملك، اشتغل وحصل وسمع الحديث ودرس بالأمينية، وقد ولي في وقت قضاء حمص، وناب القضاء بدمشق، وتوفي رحمه الله، في تاسع عشر ذي الحجة سنة تسع وأربعين وست مائة عن تسع وستين سنة، سمع الأمير أسامة بن منقذ، وغيره، وروى عنه ابن الحلوانية، والمجد بن العديم والحافظ شرف الدين الدمياطي، وغيرهم.
صاحب التاريخ الشهير الذي ذيل به على تاريخ بغداد للخطيب، واستدرك عليه فجاء في نحو ثلاثين مجلدًا، وكان شافعي المذهب له مناقب الشافعي، وفوائد كثيرة جمة منها كتاب القمر المنير في المسند الكبير