ابن بنت أبي الفوارس الحميري، ولد يوم عيد الأضحى سنة تسع وخمسين وخمس مائة بمصر، حفظ القرآن وهو ابن عشر سنين، ورحل به أبوه إلى دمشق، فسمعه من الحافظ ابن عساكر صحيح البخاري وفاته اليسير، ورحل معه إلى بغداد فقرأ بها القراءات العشر، واشتغل بمذهب الشافعي على قاضي القضاة أبي سعد بن أبي عصرون، وقرأ عليه القراءات العشر أيضًا، وسمع عليه المهذب، وقد سمعه ابن أبي عصرون من الشيخ أبي علي الفارقي عن المصنف، وسمع عليه الوسيط للواحدي رحمه الله تعالى، والوجيز أيضًا، والوقف والابتداء لابن الأنباري، ومعالم السنن للخطابي وغير ذلك، وقد عظمه ابن أبي عصرون وألبسه
طيلسانا ليميزه بذلك، وكتب له: لما ثبت عندي علم الولد الفقيه الإمام بهاء الدين أبي الحسن علي بن أبي الفضائل وفقه الله لدينه وعدالته رأيت تمييزه من بين أبناء جنسه وتشريفه بالطيلسان، والله يرزقه القيام بحقه، وكتب عبد الله بن محمد بن أبي عصرون، وقد تفقه أيضًا بمصر على أبي إسحاق إبراهيم بن منصور العراقي، والشهاب محمد بن محمود الطوسي، وقرأ بالقراءات أيضًا على أبي القاسم الشاطبي، وسمع منه الموطأ، وسمع أيضًا على السلفي، وشهدة، وجماعة، وروى عنه: الزكيان البرزالي، والمنذري،