شيخ العربية والقراء والفقهاء في زمانه بدمشق، سمع بالثغر من السلفي وجماعة، وبدمشق من أبي طبرزد، وحنبل، والكندي، وأخذ عنه علم العربية، وأكثر عن الإمام أبي القاسم الشاطبي، وقرأ عليه وانتفع به حتى فاق أهل زمانه في القراءات والعربية والتفسير، وكان يفتتح على مذهب الإمام الشافعي، وله حلقة للأمراء بجامع دمشق عند قبر زكريا، وهو يفتتح القراءة بتربة أم الصالح، وله تفسير في أربع مجلدات، وله غير ذلك في فنون القراءة وانتفع به جماعة كثير من الطلبة وغيرهم، وأثنى عليه أئمة كالعماد الكاتب، والقاضي شمس الدين ابن خلكان، والشيخ شهاب الدين أبي شامة فإنه قال: وفي

ثاني عشر جمادى الآخرة توفي شيخنا علم الدين علامة زمانه، وشيخ أوانه بمنزله بالتربة الصالحية، ودفن بقاسيون وكان على جنازته هيبة وجلالة وأصاب منه علوما جمة كالقراءات، والتفسير وفنون العربية، صحبته من شعبان سنة أربع عشرة وست مائة إلى أن مات، وهو عني راض، ومن شعره رحمه الله تعالى:

قالوا غدا نأتي ديار الحمى ... ونترك الركب بمغناهم

وكل من كان مطيعا لهم ... أصبح مسرورا بلقياهم

قلت فلي ذنب فما حيلتي ... بأي وجه أتلقاهم

قيل أليس العفو من شأنهم ... لا سيما عمن ترجاهم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015