تفقه على والده، وكان والده شيخ تلك الناحية، وجمع بين طرفي المذهب قبل أن يخضر شاربه، وساد وتفقه ثم ارتحل إلى الموصل، فتفقه على العماد بن يونس ولازمه حتى أعاد له ودخل إلى بغداد وطاف البلاد، وسمع من خلق كثير، وجم غفير ببغداد والموصل وهمذان ونيسابور ومرو وحران وغير ذلك، ودخل الشام مرتين، فالمرة الثانية سنة ثلاثين، وولي تدريس دار الحديث، وهو أول من درس بها ثم ولي تدريس الشامية الجوانية، وكان إمامًا بارعًا حجة متبحرًا في العلوم الدينية، بصيرًا بالمذهب وأصوله وفروعه، له يد طولى في العربية والحديث والتفسير مع عبادة وتهجد وورع ونسك وتعبد وملازمة للخير
على طريق السلف في الاعتقاد، يكره طرائق الفلسفة والمنطق يغض منها ولا يمكن من قراءتها بالبلد، والملوك تطيعه في ذلك، له فتاوى سديدة، وآراء رشيدة ما عدا فتياه الثانية في استحباب صلاة الرغائب، وله إشكالات على الوسيط ومؤاخذات حسنة، وفوائد جمة وتعاليق حسنة وعلوم الحديث الذي اقتبسه من علوم الحديث للحاكم وزاد عليه، وله كتاب في طبقات الشافعية اختصره الشيخ محيي الدين