أجدها تروي غليلا ولا تشفي عليلا، ورأيت أصح الطرق طريقة القرآن، اقرأ في التنزيل {وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ} [محمد: 38] ، وقوله تعالى {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} [الشورى: 11] ، {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} [الإخلاص: 1] واقرأ في الآيات {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه: 5] ، {يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ} [النحل: 50] ، {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ} [فاطر: 10] ، واقرأ أن الكل من الله قوله تعالى {قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ} [النساء: 78] ، ثم
يقول: وأقول من صميم القلب من داخل الروح أني مقر بأن كل ما هو الأكمل الأفضل الأعظم الأجل فهو لك وكل ما هو عيب ونقص فأنت منزه عنه، وهذه وصيته عند موته رحمه الله تعالى، أخبرني الشيخ الإمام كمال الدين عمر بن إلياس بن يونس المراغي، قدم علينا دمشق وكان أحد تلامذة النصير الطوسي، بقراءتي عليه بدار الحديث الأشرفية، أنا الثقفي يوسف بن أبي بكر النسائي بمصر، أنا الكمال محمود بن عمر الرازي، قال: سمعت الإمام فخر الدين يوصي تلميذه إبراهيم بن أبي بكر الأصبهاني، يقول العبد الراجي رحمة ربه الواثق بكرم مولاه محمد بن عمر بن الحسين الرازي، وهو أول عهده بالآخرة
وآخر عهده بالدنيا، وهو الوقت الذي يلين فيه كل قاس ويتوجه إلى مولاه كل آبق: أحمد الله تعالى بالمحامد التي ذكرها أعظم ملائكته في أشرف أوقات معارجهم، ونطق بها أعظم أنبيائه في أكمل أوقات شهاداتهم، وأحمده بالمحامد التي يستحقها عرفتها أو لم أعرفها، لأنه لا مناسبة للتراب مع رب الأرباب، وصلاته على الملائكة المقربين والأنبياء والمرسلين، وجميع عباد الله الصالحين، ثم اعلموا إخواني في الدين، وأخلائي في طلب اليقين أن