ثمانين ألف دينار، والله أعلم.
قلت: جالت أقلام فخر الدين رحمه الله في فنون كثيرة من العلوم، واتسعت دائرته وتسلطن في فن الكلام خاصة حتى قيل: إنه كان يحفظ الشامل لإمام الحرمين في ذلك، وله اختيارات كثيرة في كتب متعددة يرد بعضها بعضًا، ولكن الذي صنفه على طريقة أهل الكلام نهاية العقول، وهو من أجود كتبه، وكذا كتاب الأربعين، وأما المباحث الشرقية فأكثرها على طريق الحكمة، ومذهب الفلاسفة، وكتابه المطالب العالية أجمع في ذلك كله، وهي آخر ما صنف في ذلك، وبهذا لم يتمها، وبقي عليه منها بقية، ثم قيل: إنه ندم على دخوله في هذا الفن كما قال الشيخ تقي الدين ابن الصلاح رحمه الله: أخبرني القطب
الطوغاني مرتين أنه سمع الفخر الرازي يقول: ليتني لم أشتغل بعلم الكلام وبكى، ومن شعره وكلامه:
نهاية إقدام العقول عقال ... وأكثر سعي العالمين ضلال
وأرواحنا في وحشة من جسومنا ... وحاصل دنيانا أذى ووبال
ولم نستفد من بحثنا طول عمرنا ... سوى أن جمعنا فيه قيل وقالوا
وكم قد رأينا من رجال ودولة ... فبادوا جميعا مسرعين وزالوا
وكم من جبال قد علت شرفاتها ... رجال فبادوا والجبال جبال
، ثم يقول: لقد اختبرت الطرق الكلامية والمناهج الفلسفية فلم