وقد شرح الوجيز أو أكثره، وله شرح سقط الزند،

وشرح المفصل والمحصول في أصول الفقه والمنتخب، وله الأربعون في علم الكلام، ونهاية العقول والمطالب العالية، وتأسيس التقديس، وكتاب الملخص، وشرح الإشارات في الأصول وغير ذلك من المصنفات المبتدعة، ومنها ما ذكره القاضي شمس الدين ابن خلكان، وهو كتاب السر المكتوم في مخاطبة الشمس والنجوم، وقد قيل: إنه إنما صنفه لأم الملك خوارزم، وأنها أعطته على ذلك جعلا، فعمله صناعة لتمكنه في العلوم، ومنهم من أنكر أن يكون من مصنفاته، والله أعلم.

وكان له مجلس كبير للوعظ، وكان يتكلم كلامًا جيدًا، وله تمكن من الوعظ باللسانين العربي، والتركي، وكان يحضره الناس على اختلاف أصنافهم، ومذاهبهم ويجيء إلى مجلسه الأمراء والأكابر والملوك، ويحصل له مكان مجلسه رقة، ويظهر خشوعًا مات بسببه أناس كثير، جرت بينه وبين جماعة من الساسة مخاصمات، وفتن وأوذي بسببهم وأذاهم، وكان ينال منهم في مجلسه، وينالون منه، وأخرج من بعض البلدان بسببهم فيما ذكره القاضي ابن خلكان، قال: ثم عاد إلى بلده، وكان بها رجل طيب له أموال كثيرة، فحضره الموت فأوصى إلى الإمام فخر الدين، وكانت له ابنتان، ولفخر الدين ابنان فزوجهما بهما،

واتسعت الأموال على فخر الدين كثيرا، وأقبل عليه الملوك، فصارت له أرزاق دائرة، وأنعام كثيرة وصارت له جاهة وخدم وحشم، ثم أثنى عليه كثيرا، وبالغ في وصفه ومدحه، وأما الشيخ تقي الدين ابن الصلاح فلم يكن مقبلًا عليه، وربما غض من شأنه، وتوسط فيه الشيخ أبو شامة وذكر أنه خلف

طور بواسطة نورين ميديا © 2015