ورأيت الأئمة والزهاد فما رأيت أكمل منه ولا أكثر عبادة، ولا أحسن سمتًا، وكان ثقة نبيلا علمًا من أعلام الدين روى عن أبيه، وعن أبي القاسم بن الحصين، وزاهر الشحامي، وخلق ولبس من جده أبي البركات خرقة التصوف سمع منه الحافظ علي بن أحمد الزيدي، والقاضي عمر بن علي، وأبو بكر الحازمي وخلق، وروى عنه بالإجازة الفخر، وأحمد بن شيبان، وآخر من روى عنه بها المسند كمال الدين عبد الرحمن بن عبد
اللطيف بن الرقام شيخ المستنصرية، عاش بعده تسعين سنة، توفي ابن سكينة رحمه الله في تاسع عشر ربيع الآخر سنة سبع وست مائة، وقال الشيخ أبو شامة، وكان يومًا مشهودًا وكان من الأبدال.
الشافعي أخو قاضي القضاة صدر الدين عبد الملك، تفقه في صباه بإربل على أبي العباس الخضر بن عقيل، ثم تفقه بدمشق على القاضي أبي سعد بن أبي عصرون، وأبي البركات الخضر بن شبل الحازمي، وساد وتقدم وبرع في المذهب، وشرح المذهب للشيخ أبي إسحاق الشيرازي في عشرين مجلدًا إلى كتاب الشهادات، وشرح اللمع له في مجلدين، وكان من أعلم الشافعية، قال الحافظ