على الحافظ أبي القاسم ابن عساكر، وقدم مصر في سنة بضع وستين، فاستوطنها، وسمع بها الحديث، وخرج له علي بن المفضل الحافظ أربعين حديثًا، وكان مشهورًا بالصلاح والغزو، وطلب العلم يتبرك بآثاره للمرضى، وروى عنه الحافظ المنذري، توفي في خامس رجب سنة خمس وست مائة.
مسند العراق وشيخها ضياء الدين أبو أحمد البغدادي الصوفي الشافعي المعروف بابن سكينة، وهي جدته أم أبيه، ولد سنة تسع عشرة وخمس مائة في شعبان، وقرأ القرآن، واشتغل بعلمه كالقراءات، والعربية ونحوها، وسمع الحديث، وقرأ الفقه على مذهب الشافعي، وعلم الخلاف على أبي منصور سعيد بن الرزاز شيخ بغداد، وكان كثير الاشتغال بالتنبيه، والمهذب، والوسيط وإذا دخل عليه الطلبة يقول: لا تزيدوا على سلام عليكم، مسألة من حرصه على المباحثة وتحرير الأحكام، وأخذ علم الحديث عن محمد بن ناصر، وصحبه ولزمه وأخذ عنه الكثير من الفوائد والعربية والغريب وغير ذلك، وطال عمر حتى رحل إليه،
وقد ذكره ابن النجار، فأطنب في شكره، والثناء عليه بالجميل من متابعة السنة، والعمل الكثير، وحفظ الأوقات أن يذهب شيء منها، إلا في عمل صالح إلى أن قال: ولقد طفت شرقًا وغربًا