شهاب الدين أبو شامة أنه قدم بغداد وكان يركب بسنجق، والسيوف مسللة والغاشية والطوق في عنق بغلته، فمنع من ذلك، وذهب
إلى مصر ووعظ وأظهر مذهب الأشعري ووقع بينه وبين الحنابلة، وقال الموفق بن عبد اللطيف: كان رجلا طويلا مهيبا مقداما ساد الجواب في المحافل، وكان يلقي الدرس من كتاب وكان يرتاعه كل أحد، وهو كان يرتاع من الحبوسالي وكان يحمق نظراءه وبنيه، ويدخل على الملوك بلباقة، ويخاطب الفقهاء بصرامة.
قال: وركب يوم العيد وبين يديه مناديا ينادي: هذا ملك العلماء الغاشية على الأصابع، وكان أهل مصر إذا رأوا الغاشية قرءوا {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ} [الغاشية: 1] وجاء إلى السلطان فتفرق له الجمع وتفرق له الأمراء غيظا منه، قال: لما تعرض الملك العادل ووزيره ابن شكر للأوقاف قام قياما صلبا ومنعهما من التعرض لذلك، وقال ابن النجار: توفي بمصر في الحادي والشعرين من ذي القعدة سنة ست وتسعين وخمس مائة، وحمله أولاد السلطان على رقابهم، وذكره النووي فيما استدركه على ابن الصلاح فقال: كان شيخ الفقهاء وصدر العلماء في عصره ووعظ وذكر وانتفع به جماعة من أصحاب
الغزالي، وقدم مصر فنشر العلم بها، وتفقه عليه جماعة كثيرة، ووعظ وذكر، وكان معظما عند الخاصة والعامة، وعليه مدار الفتوى في مذهب الشافعي، وجرت له حكاية عجيبة في بيعة الخليفة الناصر.
أحد كبار الشافعية ومدرسيهم، وعلى يديه كان انتقال السلطان غياث الدين محمد بن سام الغوري إلى مذهب الشافعي، وكان