جامعًا للفضائل والفقه والأدب والشعر الجيد وله اليد البيضاء في النثر والنظم، وصنف تصانيف مفيدة وللسلطان الناصر معه من الأعضاء، والتجاوز والبسط، وحسن الخلق ما يتعلق من مثله لمثله، توفي في مستهل رمضان سنة سبع وتسعين وخمس مائة.

قَالَ شَيْخُنَا الذَّهَبِيُّ الْحَافِظُ: أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَلامَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْكَاتِبِ، أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ السَّيِّدِ، أنا أَبُو مُحَمَّدٍ الصَّرِيفِينِيُّ، أنا أَبُو جَنَابَةَ، ثنا أَبُو الْقَاسِمِ الْبَغَوِيُّ، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي ذُبْيَانَ خَلِيفَةَ بْنِ كَعْبٍ، سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: «مَنْ لَبِسَهُ فِي الدُّنْيَا لَمْ يَلْبَسْهُ فِي الآخِرَةِ»

محمد بن محمود بن محمد شهاب الدين أبو الفتح الطوسي نزيل مصر أحد مشاهير الشافعية

ولد سنة ثنتين وعشرين وخمس مائة، وسمع الحديث من أبي الوقت وغيره، تفقه بنيسابور على محمد بن يحيى صاحب الغزالي، ودخل بغداد فوعظ بها وصاهر قاضي القضاة أبا البركات ابن الثقفي، وحج ورجع على طريق مصر فنزل بخانقاه سعيد السعداء، وتردد إليه الطلبة الفقهاء، وبنى له الملك تقي الدين عمر بن شاهنشاه المدرسة المعروفة بمنازل العز، وانتفع به جماعة كثيرة، وكان جامعا لفنون كثيرة معظما للعلم وأهله غير محتفل بأبناء الدنيا، ووعظ بجامع مصر مدة، وذكر الشيخ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015