بالنظامية، وأتقن الخلاف وفنون الأدب وله من الشعر والرسائل ما هو مشهور، ولما مهر تعلق
بالوزير عون الدين بن هبيرة ببغداد فولاه نظر البصرة ثم نظر واسط، فلما توفي الوزير انتقل إلى دمشق، فقدمها سنة اثنتين وستين، فتعرف بقاضي القضاة كمال الدين الشهرزوري فاستخدمه عند الملك نور الدين في كتابة الإنشاء، وعلت منزلته عند نور الدين، وأطلعه على سره، وبعثه في الرسلية إلى بغداد في أيام المستنجد، وفوض إليه تدريس المدرسة المعمدية بدمشق سنة سبع وستين ثم رتبه في إشراف الديوان سنة ثمان وستين، فلما توفي نور الدين خاف من حول ولده فترك ما هو فيه، وسافر إلى العراق، فلما وصل الموصل خرج صلاح الدين من مصر إلى دمشق فرجع وامتدحه، واجتمع به بحلب فحظي عنده،
واستخدمه فيما كان فيه من الأعمال وصار هو والقاضي في مفاوضات، ويتناوبان في خدمة السلطان صلاح الدين، ونعم العاملان، ثم لما مات صلاح الدين سعد عماد الدين عن الأعمال وتوفر على التدريس، وكان فاضلا بارعًا في درسه يتزاحم الفضلاء فيه لفوائده وفرائده، ولما تولى الملك العادل واستوزر ابن شكر عاد العماد الكاتب، ولزم بيته، وأقبل على مصنفاته، فجمع مصنفات كثيرة منها كتاب الرد الشافي، وكتاب السيل والذيل، وكتاب خريدة القصر وخريدة العصر التي ذيل بها على زين الدهر لأبي المعالي سعد بن علي الخطري، وهي ذيل على زينة القصر وعصره أهل العصر للبخاري، وهي ذيل على يتيمة
الدهر للثعالبي، واليتيمة ذيل على كتاب البارع لهارون بن علي المنجم وللعماد، الكتاب الفتح المقدسي وغير ذلك من الكتب الأدبية المفيدة الجمة والفنون، قال زكى الدين المنذري: كان