من سلالة الحجاج بن يوسف الثقفي النيسابوري الفقيه الإمام الزاهد الواعظ، سمع الحديث من أحمد بن ملاعب، ومحمد بن الجهم، ومحمد بن عبد الوهاب الفراء، وموسى بن نصر الرازي، وغيرهم، وعنه: أبو بكر بن إسحاق الصبغي، وأبو الوليد بن حسان محمد الفقيه، وهما من طبقته، وأبو علي الحافظ، وأبو أحمد الحكم، وجماعة، قال الحاكم النيسابوري: سمعت أبا الوليد الفقيه، يقول: دخلت على ابن سريج ببغداد، فسألني: على من درست فقه الشافعي، فقلت: على أبي علي الثقفي، قال: لعلك تعني الحجاجي الأزرق؟ قلت: بلى، قال: ما جاءنا من خراسان أفقه منه، قال الحاكم: وسمعت الصبغي، يقول: ما عرفنا
الجدل والنظر، حتى ورد أبو علي الثقفي من العراق، وسمعت أبا العباس الزاهد، يقول: كان أبو علي الثقفي في عصره حجه الله على خلقه، قال: وقال شيخنا أبو بكر أحمد بن إسحاق: شمائل الصحابة، والتابعين، أخذها الإمام مالك عنهم، وأخذها عن مالك، يحيى بن يحيى، وأخذها عن يحيى، محمد بن نصر المروزي، وأخذها عنه أبو علي الثقفي، وقال أبو عبد الرحمن السلمي في طبقات الصوفية: لقي أبو علي، أبا حفص النيسابوري، وحمدون القصار، قال: وكان إماما في أكبر علوم الشرع مقدما في كل فن منه، وعطل أكثر علومه، واشتغل بعلم الصوفية، وآفات الأفعال، ومع علمه وكماله، خالف الإمام ابن خزيمة
في مسألة التوفيق والخذلان، ومسألة الإيمان، ومسألة اللفظ بالقرآن، فألزمه البيت، ولم يخرج منه إلى أن مات، وأصابه في ذلك الجلوس محن، قال السلمي: وكان يقول: يا من باع كل شيء بلا شيء، واشترى لا شيء بكل شيء، وقال أيضا: أف من استقبال الدنيا إذا أقبلت، وأف من خسرانها إذا أدبرت، فالعاقل لا يركن إلى شيء منها، إن أقبل كان شغلا، وإن أدبر كان حسرة، ولد أبي علي بقهستان، سنة أربع وأربعين ومائتين، ومات في جمادى الأولى سنة ثمان وعشرين