وثلاث مائة، قال الحاكم: شهدت جنازته، فلا أذكر أني رأيت بنيسابور مثل ذلك الجمع، وحضرت مجلس وعظه فسمعته، يقول: إنك أنت الوهاب.
نسبة إلى بلدة من بلاد الروم، يقال لها: بلعم، وذكر ابن ماكولا أن جده رجاء كان يملكها أيام مسلمة بن عبد الملك، وأقام بها، ووزر هو لإسماعيل بن أحمد، صاحب خراسان، قال الحاكم أبو عبد الله: كان قد سمع أكثر الكتب على الإمام محمد بن نصر المروزي، وكان ينتحل مذهبه، وكان كثير السماع من مشايخ عصره بمرو، وبخاري، ونيسابور، وسرخس، وسمرقند، وذكر أنه صنف كتبا منها، كتاب: تلقيح البلاغة وهو أحسن ما صنف في ذلك، وكتاب المقالات، وله زوائد وفوائد على كتاب مدينة الحكم للجهاني، فإنه كان كثير النظر فيه والمطالعة له، لا يفارقه، وكانت له مراسلات بليغة جدا، قال الحاكم:
وسمعت أبا الوليد حسان بن محمد الفقيه، يقول غير مرة: كان الشيخ أبو الفضل البلعمي، ينتحل مذهب الحديث، قال الشيخ أبو عمرو بن الصلاح: إذا أطلقوا هذا هناك انصرف إلى مذهب الشافعي، رضي الله عنه، قال: فحكم ذكرنا له كحكم ذكرنا لشيخه، رحمهما الله، ذكر ابن ماكولا أنه توفي في صفر سنة تسع وعشرين وثلاث مائة.