فما خالف آدم إلا وله تأويل:
{وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ} [الأعراف: 20].
وما خالف أصحاب أُحُدٍ -إذ خالفوا- إلا ولهم مُسَوِّغٌ يرونه.
وما حصل من إراقة دماء مئات الألوف من المسلمين، وتيتم أطفالهم، من لدن صدر الإسلام إلى قتال الأفغانين والصوماليين بعضهم بعضًا، إلا بمسوغات وتأويلات ..
فليحذر الذين يخصصون دعوتهم، ويغلقون أبوابهم بتأولات دون تأولات آدم - عليه السلام - بكثير، وأعذار دون أعذار سيد الخلق - صلى الله عليه وسلم - فيما عاتبه فيه ربه، وقد نزل من القرآن في معاتبته، وهو أسدُّ الناس رأيًا، وأخلصهم نية، وأقومهم سبيلًا - صلى الله عليه وسلم -.
{عَبَسَ وَتَوَلَّى ... }.
{عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ} [التوبة: 43].
{لَوْلَا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ}. [الأنفال: 68].
وإذا كان هذا في حقه - صلى الله عليه وسلم - إذ اجتهد ولم يُصِبْ ما يريده الله ..
وإذا كان ذلك في حق أصحابه، وأعذارُهُمْ أعذارٌ شرعية واضحة بَيِّنَةٌ ..
فما ندري ما يُنزل ربنا ونحن نتعمد المخالفة بأعذار هي نفسها أعذار قبيحة، وذنوب واضحة، ومبررات باطلة؛ كالحزبية، والسرية، والتنظيم، والبلدية، والطبقية العلمية (?)،