فأتاه رجل فقال:
ما كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يُسِرُّ إليك؟ [وفي رواية: ((أَخَصَّكُمْ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بشيء))؟ ] قال: فغضب، وقال: ما كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يُسِرُّ إِلَيَّ شيئًا يكتمه الناس [وفي رواية: ((ما خَصَّنَا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بشيء لم يَعُمَّ الناس كافة))]، غير أنه قد حدثني بكلمات أربع، قال: فقال: ما هُنَّ يا أمير المؤمنين؟ قال: قال: ((لعن الله من لعن والده، ولعن الله من ذبح لغير الله، ولعن الله من آوى مُحْدِثًا، ولعن الله من غَيَّرَ المنار)) (?).
بل حَذَّرَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الوليمة المخصصة بطبقة دون طبقة، فقال: ((شَرُّ الطعام طعامُ الوليمة يُدْعَى إليها الأغنياء، ويُترك المساكين)) (?).
هذا حكم مَنْ خَصَّ بطعامه طبقة دون طبقة، فكيف بمن يخصص دعوة، أو علمًا بقوم دون قوم؟ !
إن الحزبية مرفوضة في دين الله حتى في الطعام، وحتى في القرآن.
واعلم أننا مهما قَدَّمْنَا من مسوغات، وتأويلات، وأعذار في جواز التخصيص، فلن تكون هذه الأعذار مقبولة؛ ذلك لأنه ما خالف مخالفٌ إلا سَوَّغَ واعتذر.