فكان أشرف الناس بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، بل بعد الأنبياء؛ أبو بكر الحر الشريف العربي يجلس بجوار بلال العبد الحبشي، وبجوار الغلام ابن عباس - رضي الله عنهم - جميعًا.
وكان أشد الناس في الله عمر - رضي الله عنه - يجلس مع أضعف الناس.
وكان أتقى الناس بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من مثل العشرة المبشرين بالجنة- يجلس مع مَنْ وقع منهم الكبائر؛ كحاطب، إذ تجسس على المسلمين .. وماعز، إذ زنى .. وابن نعيمان، إذ شرب الخمر.
وكان أذكى الناس يجلس مع من لم يقدر معلمُ البشرية - صلى الله عليه وسلم - أن يُعَلِّمَهُ الفاتحة (?)، رضي الله عن الجميع.
قصة ابن أم مكتوم الأعمى - رضي الله عنه -، وهي أشهر من أن تُذْكَرَ، وهو الذي نزل في حقه: {عَبَسَ وَتَوَلَّى أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى ..... أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى وَهُوَ يَخْشَى فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى كَلَّا} [عبس: 1 - 11].
أي: الذي أعرض عن الدعوة، وتلقي العلم، واستغنى بما عنده من المال، والجاه، والولد، تُصغي إليه، وتنشغل به عن الذي جاء يطلب العلم، وسعى للهداية! !