قال ابن كثير -رحمه الله- عند قوله تعالى: {كَلَّا إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ}: ((الوصية في إبلاغ العلم بين شريفهم وخادمهم)).

قلتُ: وفي هذا تنبيه عظيم على أن لا ينشغل المسلم بدعوة الكفار إلى الإسلام عن تعليم أدنى المسلمين، وتربيتهم.

فكيف بالذي ينشغل بالكلام عن الكفار عن تربية المسلمين، وتعليمهم، بل يستهزئ، ويصد الناس عن ذلك؟ !

ولا يعني هذا عدم معرفة سبيل المجرمين .. فهذا شيء، والانشغال عن تربية المسلمين بالكفار شيء آخر.

قال القرطبي: (({وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى}: يطلب العلم لله)).

ولذلك قال سبحانه بعدها: ((كلَّا)).

أي: لا تَعُدْ إلى هذا مرة أخرى، ولا تفرق بين الناس في شأن الدعوة والتبليغ.

ومنه تعلم خطأ الذين يتقوقعون بعضهم على بعض، ويغلقون الأبواب على أنفسهم، مخالفين بذلك هدي نبيهم - صلى الله عليه وسلم -.

الصد عن العلم سبيل الضالين:

وعلى هذا؛ فالذين يصدون الناس عن طلب العلم، وحضور مجالس العلماء، أو يشغلونهم عن ذلك بما لا ينفعهم في دينهم، ودنياهم، وآخرتهم، ليسوا في هذا من الطائفة المنصورة في شيء، بل هم أعداء لها.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015