الصفة الثالثة:
الشمولية الدعوية
إن من أبرز صفات الطائفة الناجية التي تميزها عن غيرها من الطوائف شمولُ دعوتها إلى الإسلام الناسَ كافة.
فالطائفة الناجية هي التي تشمل دعوتُهَا كلَّ عباد الله، فلا تخص طبقة دون طبقة، ولا فئة دون فئة، هكذا كانت دعوة الرسل، وهكذا كانت دعوة رسولنا - صلى الله عليه وسلم -، تشمل الغني والفقير، والعظيم والصعلوك، والشريف والوضيع، والكبير والصغير، والبر والفاجر، والحر والعبد، والبدوي والحضري، والعربي والعجمي، والرجال والنساء، والشيوخ والولدان.
وعلى تعبير إخواننا المعاصرين:
تشمل المثقف والعامي، والمتعلم والجاهل، والجامعي والشارعي (?)، والموظف والعامل، والمدني والعسكري، فهؤلاء كلهم كانوا يجلسون عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في مجلس واحد، لا يفرق بينهم نسب، ولا منزلة، ولا علم، ولا جاه، ولا غنى، ولا فقر، ولا بلد، ولا مصر، ولا حزبية ابتدعوها ما أنزل الله بها من سلطان.
قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} [سبأ: 28].