الفضل بن الربيع أن يصير إلى محبس بكر بن المعتمر فيقرّره، فإن أقر وإلا ضرب عنقه، فصار إليه، فمرّره فلم يمرّ بشيء، ثم غُشِيَ على هارون، فصاح النساء، فأمسك الفضل عن قتله، وصار إلى هارون ليحضره، ثم أفاق هارون وهو ضعيف، قد شغل عن بَكر وعن غيره لحسّ الموت، ثم غُشِيَ عليه غشيةً ظنّوا أنها هي، وارتفعت الضجة، فبعث بكر بن المعتمر برقعة منه إلى الفضْل بن الربيع مع عبد الله بن أبي نُعيم، يسأله ألا يعجلوا بأمر، ويعلمه أنّ معه أشياء يحتاجون إلى علمها - وكان بكرٌ محبوسًا عند حسين الخادم - فلما تُوفِّيَ هارون في الوقت الذي تُوفِّيَ فيه، دعا الفضلُ بن الربيع ببكْر من ساعته، فسأله عما عنده، فأنكر أنْ يكون عنده شيء، وخشِيَ على نفسه من أن يكون هارون حيًّا، حتى صحّ عنده موتُ هارون، وأدخله عليه، فأخبره أنّ عنده كتبًا من أمير المؤمنين محمد، وأنه لا يجوز له إخراجها، وهو على حالة في قيوده وحبسه، فامتنع حسين الخادم من إطلاقه حتى أطلَقه الفضل، فأتاهم بالكتب التي عنده، وكانت في قوائم المطابخ المجلّدة بجلود البقر، فدفع إلى كلّ إِنسانٍ منهم كتابه. وكان في تلك الكتب كتاب من محمد بن هارون إلى حسين الخادم بخطِّه، يأمره بتخلية بَكْر بن المعتمر وإطلاقه، فدفعه إليه، وكتاب إلى عبد الله المأمون، فاحتبس كتاب المأمون عنده ليبعثه إلى المأمون بمَرْو، وأرسلوا إلى صالح بن الرّشيد - وكان مع أبيه بطوس، وذلك أنه كان أكبرَ من يحضر هارون من ولده - فأتاهم في تلك الساعة، فسألهم عن أبيه هارون، فأعلموه، فجزع جزعًا شديدًا، ثم دفعوا إليه كتاب أخيه محمد الذي جاء به بكرْ. وكان الذين حضروا وفاة هارون هُم الذين ولُوا أمرَه وغَسْله وتجهيزه، وصلى عليه ابنه صالح (?).

وكانت نسخة كتاب محمد إلى أخيه عبد الله المامون:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015