أهل العراق مُلقح فتنة، ورأسَ ضلالة سليمان بن صُرَد، ألا وإنّ السيوف تركتْ رأس المسيّب بن نجبَة خَذَاريف، ألا وقد قتل اللهُ من رؤوسهم رأسَين عظيمين ضالَّين مضلَّين: عبد الله بن سعد أخا الأزد، وعبد الله بن وال أخا بكر بن وائل، فلم يَبقَ بعد هؤلاء أحدٌ عندَه دفاع ولا امتناع (?). (5/ 605).
قال هشام، عن أبي مخنف: وحُدِّثت أن المختار مكث نحوًا من خمس عشرة ليلةً، ثمّ قال لأصحابه: عدّوا لغازيكم هذا أكثرَ من عشر، ودون الشهر، ثمّ يجيئكم نبأ هِتْر، من طعن نَتر، وضرب هبر، وقتل جمّ، وأمر رَجم.
فمَنْ لها؟ أنا لها، لا تُكْذَبُنَّ، أَنا لَها (?). (5/ 605 - 606).
قال أبو مخنف: حدّثنا الحصين بن يزيد عن أبان بن الوليد، قال: كتب المختار وهو في السجن إلى رفاعةَ بن شدّاد حين قَدِم من عين الوردة: أما بعد، فمرحبًا بالعَصَب الذي أعظَم الله لهم الأجر حينَ انصرفوا، ورضيَ انصرافَهم حين قَفَلُوا، أمّا وربّ البنيّة التي بَنَى ما خطا خاطٍ منكم خُطوةً، ولا رَتا رتْوة، إلا كان ثوابُ الله له أعظم من مُلْك الدنيا، إنّ سليمان قد قضى ما عليه، وتوفّاه الله فجعل روحَه مع أرواح الأنبياء والصدّيقين والشهداء والصالحين، ولم يكن بصاحبكم الذي به تُنْصَرون إني أنا الأمير المأمور، والأمين المأمون، وأمير الجيش، وقاتل الجبّارين، والمنتقم من أعداء الدّين، والمقيد من الأوتار، فأعدّوا وأستعدّوا وأبشِروا واستبشروا؛ أدعوكم إلى كتاب الله، وسنة نبيِّه - صلى الله عليه وسلم -، وإلى الطلب بدماء أهل البيت والدفع عن الضُّعفَاء، وجهاد المُحلِّين؛ والسلام (?). (5/ 606).
قال أبو مخنف: وحدّثني أبو زهير العبسيّ، أنّ الناس تحدّثوا بهذا مِنْ أمْر المختار، فبلغ ذلك عبدَ الله بن يزيد وإبراهيم بن محمد، فخرجا في الناس حتى أتيَا المختار، فأخذاه (?). (5/ 606).