على الخيل ولا يثبتون، فقاتلوهم وقتلوا من أهل الشام مقتلةً عظيمةً، وجرحوا فيهم فأكثروا الجِراح، فلما رأى الحصين بن نمير صَبْرَ القوم وبأسَهم، بعث الرجالَ ترميهم بالنّبل، واكتنفتْهم الخيل والرجال، فقُتِل سليمان بن صُرَد رحمه الله، رماه يزيد بن الحصين بسهم فوقع، ثمّ وثب ثم وقع؛ قال: فلما قتل سليمان بن صُرَد أخذ الراية المسيّب بن نَجَبة، وقال لسليمان بن صُرَد: رحمك الله يا أخي! فقد صدقت ووفَيت بما عليك، وبقي ما علينا، ثمّ أخذ الراية فشدَّ بها، فقاتل ساعةً ثمّ رجع، ثم شدَّ بها فقاتل ثمّ رجع، ففعل ذلك مرارًا يشدّ ثم يرجع، ثم قُتل رحمه الله (?). (5/ 597 - 599).

قال أبو مخنف: وحدَّثنا فروة بن لقيط، عن مولىً للمسيّب بن نجَبَة الفزاريّ، قال: لقيته بالمدائن وهو مع شبيب بن يزيد الخارجيّ، فجرى الحديثُ حتى ذكرْنا أهلَ عين الوردة (?). (5/ 599).

قال هشام عن أبي مخنف: قال: حدّثنا هذا الشيخ، عن المسيّب بن نَجَبة، قال: والله ما رأيت أشجعَ منه إنسانًا قطّ ولا من العصابة التي كان فيهم، ولقد رأيتُه يومَ عين الوردة يقاتل قتالًا شديدًا، ما ظننتُ أنّ رجلًا واحدًا يقدر أن يُبلي مِثلَ ما أبلَى، ولا ينكأ في عدوِّه مثلَ ما نكَأ، لقد قتل رجالًا، قال: وسمعتُه يقول قبل أن يُقتَل وهو يقاتلهم:

قد علمتْ مَيالةُ الذَّوائبِ ... واضِحة اللَّبابِ والتَّرائبِ

أنِّى غَداةَ الرَّوعِ والتَّغَالُبِ ... أشْجَعُ مِنْ ذي لِبَدٍ مُوَاثِبِ

قطَّاعُ أقرانٍ مَخُوفُ الجانِبِ (?)

(5/ 599 - 600)

قال أبو مخنف: حدّثني أبي وخالي، عن حُميد بن مسلم وعبد الله بن غزيّة، قال أبو مخنف: وحدثني يوسف بن يزيدَ، عن عبد الله بن عوف، قال: لما قتل المسيّب بن نَجَبة أخذ الراية عبدُ الله بن سعد بن نُفيْل، ثم قال رحمه الله: أخَويَّ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015