المغيرة في خمسين رجلًا، ثم اجتمع إلى المُغيرة لمّا صار إلى الأهواز تمام مئتي رجل، وكان عامل الأهواز يومئذ من قِبَل أبي جعفر محمد بن الحصين، فلما بلغ ابنَ الحصين دنوُّ المغيرة منه خرج إليه بمَنْ معه، وهم - فيما قيل - أربعة آلاف، فالتَقوْا على مِيل من قَصبة الأهواز بموضع يقال له دشت أربُك، فانكشف ابن حصين وأصحابه، ودخل المغيرة الأهواز.

وقد قيل: إنّ المغيرة صار إلى الأهواز بعد شخوص إبراهيم عن البصرة إلى باخَمْرى.

ذكر محمد بن خالد المربّعيّ، أنّ إبراهيم لما ظهر على البصرة ثم أراد الخروج إلى ناحية الكوفة، استخلف على البصرة نُميْلة بن مرّة العبشَميّ، وأمر بتوجيه المغيرة بن الفزع أحد بني بَهْدلة بن عوْف إلى الأهواز، وعليها يومئذ محمد بن الحصين العبديّ، ووجَّه إبراهيم إلى فارس عمرو بن شدّاد عاملًا عليها، فمرّ برامَ هرمز بيعقوب بن الفضل وهو بها، فاستتبعه؛ فشخص معه حتى قدم فارس، وبها إسماعيل بن عليّ بن عبد الله عاملًا عليها من قِبَل أبي جعفر، ومعه أخوه عبد الصّمد بن عليّ، فلما بلغ إسماعيل بن عليّ وعبد الصمد إقبالُ عمرو بن شداد ويعقوب بن الفضل - وكانا بإصطخْر - بادرا إلى دَارَا بْجِرد، فتحصّنا بِها، فصارت فارس في يد عمرو بن شداد ويعقوب بن الفضل، فصارت البَصْرة والأهواز وفارس في سلطان إبراهيم.

وحدِّثت عن سليمان بن أبي شيخ، قال: لما ظهر إبراهيم بالبصرة، أقبل الحكم بن أبي غَيْلان اليشكريّ في سبعة عشر ألفًا حتى دخل واسطًا؛ وبها هارون بن حميد الإياديّ من قِبَل أبي جعفر، فدخل هارون تنورًا في القصر حتى أخرِج منه، وأتى أهلُ واسط حفصَ بن عمر بن حفص بن عمر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام بن المغيرة، فقالوا له: أنت أولى مِنْ هذا الهجيميّ؛ فأخذها حَفْص، وخرج منها اليشكُريّ، وولَّى حفص شُرَطه أبا مقرن الهُجيميّ.

وذكر عمر بن عبد الغفار بن عمرو الفُقَيْميّ، ابن أخي الفضل بن عمرو الفُقيميّ، قال: كان إبراهيم واجدًا على هارون بن سعد، لا يكلِّمه، فلما ظهر إبراهيم قدم هارون بن سعد، فأتى سلم بن أبي واصل، فقال له: أخبرني عن صاحبك، أما به إلينا حاجة في أمره هذا! قال: بلى لعمر الله، ثم قام فدخل على

طور بواسطة نورين ميديا © 2015