الْمُسْلِمِينَ (90) آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (91) فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ} (?).
وإذا كان الأمر كذلك فما هي حقيقة الإيمان، وما نوع الأعمال التي تبلغ بصاحبها إلى هذه المنزلة الرفيعة؟
يعرف علماء السنة والجماعة الإيمان بأنه: قولٌ باللسان، واعتقادًا بالقلب، وعملٌ بالجوارح، يزيد بالطاعة، وينقص بالعصيان.
ويعنون بقول اللسان: النطق بالشهادتين والإقرار بلوازمهما.
أما اعتقاد القلب فهو: النية والإخلاص والمحبة والانقياد، والإقبال على الله، والتوكل عليه ولوازم ذلك وتوابعه.
أما عمل الجوارح فهو: عمل الصالحات القولية والفعلية الواجبة والمسنونة، مما يتدرج تحت شعب الإيمان التي قال النبي صلى الله عليه وسلم بشأنها: «الإيمان بضع وسبعون شعبة أعلاها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق».
وبهذا المفهوم الواضح الشامل للإيمان يرد على الطوائف الضالة، التي اعتقد بعضها أن الإيمان مجرد التصديق وأنه لا يضر مع الإيمان ذنب، كالمرجئة، ومن سايرهم، ويرد كذلك على الذين يكفرون بالذنب يرتكبه المسلم كالخوارج ومن شايعهم، أو يغالون في الدين وينسبون إليه ما ليس منه كالروافض والباطنية على اختلاف نحلهم (?).
إخوة الإسلام .... الإيمان الحق اعتقاد للمبدأ الحق، وثبات عليه دون تردد أو ارتياب: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا} (?).