وهو جهاد بالمال والنفس وتضحية بالغالي والنفيس قي سبيل الله: {وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ} (?).
الإيمان الحق خوف من الجليل، يقود لفعل الجميل، وتوكل على العزيز الرحيم: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ} (?). {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ} (?).
عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: يا رسول الله الذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلةٌ هو الذي يسرق ويزني ويشرب الخمر وهو يخاف الله عز وجل؟ قال: «لا يا ابنة الصديق، ولكنهم الذين يصلون ويصومون ويتصدقون ويخافون ألا يتقبل منهم .... » (?).
قال سفيان بن عيينة: كان العلماء فيما مضى يكتب بعضهم إلى بعض بهؤلاء الكلمات: (من أصلح سريرته أصلح الله علانيته، ومن أصلح ما بينه وبين الله أصلح الله ما بينه وبين الناس، ومن عمل لآخرته كفاه الله أمر دنياه) (?).
خوف المؤمنين- يا عباد الله- ليس خوفًا سلبيًا يقعد بهم عن عمل الصالحات لكنه تخوف من عدم القبول لكونهم قصروا في شروط القبول، يدفعهم إلى تحسين العمل وإتقانه، وهو خوف على أن يسلب منهم هذا الإيمان ويدفعهم إلى مزيد العناية به، واستشعار حلاوته، قال أبو الدردار رضي الله عنه: مالي لا أرى حلاوة