شعاع من المحراب (صفحة 3582)

المراهقة، وأولئك منهم من فتن وافتتن، وأفلس في ميدان العلم كما أفلس في معركة التقاليد والقيم، وعاد هؤلاء خلو الوفاق .. فما حملوا شهادات ولا استفادوا من تجارب المعرفة ولم يكونوا محل قناعة ليتسنموا مناصيت في بلادهم وكذلك تحيق المخاطر بابتعاث (المراهقين) والأمر أخطر بابتعاث (المراهقات) فالعواقب غير مأمونة.

إن من أعظم المخاطر المحتملة للتوسع في الابتعاث- وخاصة لما قبل الجامعة- المخاطر الفكرية، والانسلاخ من الهوية، والمخاطر الأمنية والاختراق الثقافي والقيمي وذلك من أخطر أنواع الاختراق، فضلًا عن المخاطر السياسية، والصحية والاجتماعية .. وهي لا تقل أثرًا عن غيرها، وحين يفكر المبتعث بغير فكر أهله ومجتمعه، وحين يكون ولاؤه لمكان بعثته أكثر من ولائه لوطنه الذي بعثه فتلك كارثة .. وعلى الولاة والمخططين والمسئولين أن يعوها جيدًا.

أما ابتعاث المرأة فهو يزيد في مخاطره بقدر ضعف المرأة، وحاجتها إلى أجواء آمنة أكثر من الرجل، والذئاب التي تريد أن تفترسها لا يردعها دين، ولا يمنعها حياء، ولا زج المرأة في مجتمعات الاختلاط من الخطورة بمكان، وذهاب المرأة لبلاد الكفر والإباحية دون محرم تجاوز على حدود الشرع، وتغافل عن منطق العقل، أي رعاية تلك للدرة المصونة وأين هذا من شيم العرب الذين كانوا يئدون المشقة العار؟

ويتضاعف الخطر إذا كان معظم المبتعثين من الفتيان والفتيات، فهم في مرحلة عمرية حساسة، والبيئة التي يبتعثون إليها فيها من الإغراء والفتنة والتفسخ والمجون ما يشكل مصيدة وحفرًا ملغومة لهؤلاء؟ {واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة}.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015