شعاع من المحراب (صفحة 3581)

النافع منها وطرح الضار، ورفض السلبيات .. وكلما كانت التجربة للمعارف الوافدة في أرض الوطن كانت القدرة على الأخذ والعطاء منها أوسع، والفرصة للاختيار والرفض أكبر .. ويقل مرض الاختيار حين يكون التلقي خارج حدود الوطن، فالمتلقي يساق في التيار العام، وتحيط به الثقافة، ومثقفوها وآليات تنفيذها بشكل يضيق عليه فرص الانتقاء.

ومن هنا فالحديث عن (الابتعاث) و (البعثات التعليمية) يحاط بفرض النجاح والفشل، ومهدد بالإخفاق كما هو ممكن للتفوق، وكما نسلط الضوء على وارداتنا الاقتصادية، ينبغي كذلك أن نسلط الضوء على وارداتنا الفكرية، وكما نحافظ على المستوى الصحي لبلادنا ومجتمعنا فكذلك ينبغي أن نحافظ على قيمنا التربوية وصحة البيئة عن التلوث بأي نوع من أنواع التلوث الحسي والمعنوي.

تجربتنا السابقة في الابتعاث خلفت آثارًا إيجابية، وكان فيها سلبيات ومن الرشد أن تقيم هذه التجربة حتى يحافظ على المكتسبات ونتخفف من السلبيات كان المبتعثون من خريجي الجامعات أكثر نضجًا وأقدر على عدم الذوبان في تلك المجتمعات المنفسخة والمفلسة في جانب القيم، بل كان لعدد من أولئك المبتعثين دور في حمل رسالة المملكة هناك عبر عدد من المراكز الإسلامية والجمعيات والمساجد التي بددت شيئًا من ظلمات الحياة الغربية وغيرت نظرة الغرب للإسلام والمسلمين!

وحين عاد أولئك المبتعثون الحافظون لأماناتهم والممثلون لبلدهم أصدق تمثيل والمستفيدون من علوم الآخرين وتجاربهم .. كانوا محل الإعزاز والتقدير وتسنموا مناصب وكانوا قيادات علمية وإدارية .. ولمثل هؤلاء يكون الابتعاث.

على أن هناك فئة أخرى ابتُعثت وهي بعد في ريعان الشباب ومرحلة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015