شعاع من المحراب (صفحة 2995)

صحابةِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وكيفَ عاشَ هؤلاءِ الأصحابُ رضيَ اللهُ عنهمْ ظروفَ المحنةِ حين تخلَّفوا .. وكيفَ عاشوا وعاشَ المسلمونَ معهمْ ظروفَ التوبةِ حينَ تابَ اللهُ عليهم، كما شملَ الحديثُ قيمةَ الصدقِ معَ اللهِ وأثرَهُ على الصادقين، وكيفَ تزيدُ المواقفُ الصعبةُ عظماءَ الرجالِ عظمةً إلى عظمتهمْ ويقينًا إلى يقينهم، وأثرُ التوبةِ في رِفعةِ أصحابها إذا أنابوا إلى ربِّهم، وأستكملُ اليومَ أحداثًا ودروسًا أخرى في الحادثة، ومن ذلك:

الحرصُ على المبادرةِ بأعمالِ الخير، والحذرُ من التسويف، فاللهُ تعالى يقول: {سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ} (?)، ويقولُ تعالى: {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ} (?).

والرسولُ صلى الله عليه وسلم يقول: «بادِروا بالأعمالِ فِتَنًا كقطعِ الليلِ المظلم، يصبحُ الرجلُ مؤمنًا ويمسي كافرًا، ويُمسي مؤمنًا ويصبحُ كافرًا، يبيعُ دينهُ بعرضٍ من الدنيا» (?).

وأما التسويفُ والتباطؤُ والتثاقلُ في عملِ الخيرِ الممكن .. فذاكَ المخدِّرُ الشديدُ الذي ينبغي أنْ يُحذَرَ، وهو سببٌ في التحسُّرِ والتألُّمِ والضيقِ والضجر، وانظروا إلى كعبِ بنِ مالكٍ رضيَ اللهُ عنهُ وهوَ يصفُ لنا أثرَ التسويفِ والتردُّد في فعلِ الخيرِ ويقول: «فطفقتُ أغدو لكي أتجهزَ معهم، فأرجعُ ولمْ أقضِ شيئًا، فأقولُ في نفسي: أنا قادرٌ عليه، فلمْ يزلْ يتمادى بي حتى استمرَّ بالناس الجِدُّ، فأصبحَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم غاديًا والمسلمون معه، ولمْ أقضِ منْ جهازي شيئًا، ثمَّ غدوتُ فرجعتُ ولمْ أقضِ شيئًا، فلم يزل ذلك يتمادى بي حتى أسرعوا وتفارطَ الغزوُ،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015